برلمان الغياب في المغرب.. عندما تتحول التمثيلية إلى مهزلة!

الوطن24/ خاص
في مشهد يعكس أزمة حقيقية في العمل البرلماني المغربي، جلس 104 نواب فقط من أصل 395 لاتخاذ قرار مصيري، بينما فضّل 291 برلمانياً الغياب. ورغم أن 84 منهم صوتوا بالموافقة مقابل 20 معارضاً، إلا أن الرقم الأكثر تعبيراً عن واقع السياسة في المغرب هو عدد الغائبين، الذين تجاوزوا ثلثي المؤسسة التشريعية.
كيف يمكن الحديث عن التمثيلية والمشاركة السياسية والعمل من داخل المؤسسات في ظل هذا العبث؟ هؤلاء النواب، الذين يتغنون بالديمقراطية ويتحدثون عن الالتزام والمسؤولية، غابوا عن أهم أدوارهم، وهو الحضور والتصويت. لقد أصبح الغياب عن الجلسات أمراً عادياً، بل وممنهجاً، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن المغربي من قرارات تُتخذ باسمه دون أن يكون له صوت حقيقي داخل المؤسسة التي من المفترض أن تمثله.
إن غياب 291 نائباً عن جلسة تصويت حاسمة ليس مجرد إهمال، بل هو استخفاف واضح بدور البرلمان المغربي وبالثقة التي منحها الناخبون لمن يمثلهم. فكيف ننتظر قوانين عادلة وإصلاحات حقيقية إذا كان من يُفترض فيهم التشريع غائبين عن النقاش؟
لقد تعفنت اللعبة السياسية في المغرب إلى حدٍّ لم يعد معه الخطاب الرسمي حول الديمقراطية والتمثيلية مقنعاً. البرلمان لم يعد سوى قاعة فارغة، وشاشات التصويت باتت تعرض أرقاماً بلا معنى. والنتيجة؟ قرارات تُمرر بغياب الأغلبية، وشعب يراقب المشهد في صمت، بعدما أدرك أن المؤسسات التي قيل إنها وُجدت لخدمته، باتت تخدم نفسها فقط.