تطاول إعلامي مغربي على صورة جلالة الملك محمد السادس يثير الغضب: أين أخلاقيات النشر واحترام رموز المغرب؟

الوطن24/ خاص
في سابقة خطيرة تمسّ هيبة الدولة ورمزيتها في المغرب، أقدمت بعض المواقع الإلكترونية على نشر صور مقتطعة من مناسبات رسمية، يظهر فيها مسؤولون مغاربة دون الإطار الكامل الذي يتضمن صورة جلالة الملك محمد السادس نصره الله. وهو ما اعتبره العديد من المتتبعين والمهنيين في مجال الإعلام “تجاوزاً غير مقبول” وضرباً صريحاً لأبسط قواعد احترام الرموز الوطنية، خاصة حين يتعلق الأمر بشخص الملك، أمير المؤمنين، الضامن لاستقرار البلاد ووحدتها.
ففي إحدى الصور الرسمية التي وثّقت توقيع اتفاقية مهمة بين المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، ورئيسة اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي السيدة السغروشني، تم اجتزاء الصورة الملكية التي تزين خلفية القاعة، بشكل يطمس الحضور الرمزي لصاحب الجلالة. وهو ما أثار موجة استياء في صفوف المهنيين والغيورين على صورة المغرب.

العديد من المتتبعين اعتبروا أن هذا الاجتزاء، سواء تم بشكل مقصود أو بسبب الإهمال، يُظهر استخفافاً بمرجعية رمزية يجب ألا تمس، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بصور تُلتقط داخل مؤسسات الدولة، وتحت إشراف شخصيات سامية، وتُنشر على نطاق واسع، داخلياً ودولياً.
وتساءل البعض: كيف يمكن لموقع مغربي أن يتساهل إلى هذه الدرجة في احترام رموز السيادة الوطنية؟ وأين هي أعين التحرير والمراجعة التي تسمح بمرور صور مماثلة دون الانتباه إلى دلالاتها العميقة؟
المشهد واضح: الصورة الأصلية التي تضم جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تؤطر الحدث وتعطيه وزنه، وتُظهر ارتباط مؤسسات الدولة بقيادة موحدة وثابتة. أما الصورة المعدّلة المنشورة، فتظهر مجرد “لقاء إداري باهت”، منزوع الهوية الوطنية الرمزية.
إن الإعلام في المغرب مدعو اليوم إلى مراجعة أخلاقياته والالتزام بضوابط المهنية، وفي مقدمتها احترام الثوابت الوطنية وعلى رأسها المؤسسة الملكية. فحرية التعبير لا تعني أبداً العبث بالرموز، أو التهاون في عرض الوقائع بصورتها الكاملة التي تليق بدولة لها تاريخ وحضارة وقيادة راشدة.
إن نشر صورة مبتورة لصاحب الجلالة هو بمثابة خيانة للثقة المهنية، قبل أن يكون خطأ تقنياً أو تحريرياً. والمغرب، بقيادته الحكيمة، لا يقبل المساس برموزه تحت أي مبرر، مهما كان.