حتى لا يستغل دعم مواجهة جارحة كورونا لأهداف سياسوية بسيطة.
الوطن 24/ بقلم: محمد ربيعة (باحث في القانون العام)
هل الغرض من ذلك أيهام الناس بمصداقيتها كجمعية أم أنها تريد غطاءا بالشفافية وذلك استعدادا للتباري الإنتخابي في المحطة القادمة 2021.؟
كما أنها أي جمعية “عين خباز للتنمية” الثقافية والإجتماعية أصدرت “فيديو مدته الزمنية تزيد على الدقيقتين يحمل خاتم جمعية أخرى” وهي جمعية “أنا وكافل اليتيم “، وهو فيديو كما يقول العارفون بمسار الجمعية سبق لها أن أصدرته في قبل مناسبة شهر رمضان، فيديو يستعرض مخزنا به مجموعة من العلب الكارتونية وأكياس الدقيق وقنينات المربى ومن المواد الجافة المعلبة وبه أيضا بعض الأعضاء يقومون بإعداد أكياس صغيرة من الأرز، ويعدون النصيب أو الحصة التي سيشملها ذلك التوزيع، ومذيلة بخطاب حول أصول التوحيد وعلاقته بتعلق القلوب بالمخلوقين عند اللجوء إلى الله.
ويوزع الفيديو الذي يبدو أنه ليس حديثا عن طريق “الواتساب”، غير أن المثير في لقطته الأولى صورة ثابتة لمنشور يؤكد أن أمر التوزيع يتم بإشراف السيد باشا مدينة تطوان، وذلك لتوزيع 30 طن من مواد التغذية على دور رعاية المسنين، والأيتام والأشخاص بدون مأوى، دون تحديد أسلمت تلك المعونة المسؤولين عن الدور أم المقيمين لها،.
والجميل في المنشور هو الجملة التالية “وذلك نظرا للحاجة الفائقة التي تمر بها تلك الجمعيات في ظل ظروف الجائحة” وسائلين الله القبول والسداد والجزاء لكل من ساهم في كفاية إخوانه المحتاجين.
مبادرة مستحسنة من طرف جمعيات المجتمع المدني الذين عليهم الاقتداء بالمثل والإنخراط في تنمية الدعم الإجتماعي والتساند والتعاضد بين المواطنين.
غير أن السؤال الذي يحتاج إلى توضيح وهو الذي يتعلق بخصوص إشراف السيد الباشا على أفعال الجمعية، خاصة وأنه نظريا ونظرا للظرفية فإن سيادته منهمك في ضبط وضعية وإيقاع عمل جهازالسلطة المحلية في ضمان نجاح تدبير الحجر الصحي والسهر على تمكين الملتزمين بالعمل أو لاحتياج السفر بين المدن، من وثيقة الترخيص بالتنقل الاستثنائي، غير أن ذلك المنشور الذي يؤكد على حضور الباشا العملية هو ما يدفعنا إلى التساؤل عن إختيار إستغلال صفة السيد الباشا المحترم بإعتباره منتميا للجهة المكلفة بالرقابة الإدارية في الأيام العادية، والسلطة الساهرة على إنجاح حرب كورونا، وذلك في إيهامنا أن سيادته منح التغطية للجمعيتين التي من المعروف أن الذي يرأسهما هو أحد الوجوه ذات التوجه الإسلاموي الموظف بالجماعة الترابية لمدينة تطوان، بصفة رئيس قسم الإنارة العمومية الموجود بسانية الرمل، والذي تخصص الجماعة حسب ميزانية 2019 دعما لهذا النوع من النشاط يصل إلى 400 ألف درهم، مما يجعلنا نتساءل عن المبلغ الذي خصصته لجمعية عين خباز الجماعة الترابية التي يرأسها البرلماني ذو التوجه لإخواني عضو حزب العدالة والتنمية “إدعمار”، والذي خصصت له الجماعة الترابية لمدينة تطوان التي يرأسها البرلماني ذو التوجه الاخواني عضو حزب العدالة والتنمية كل الدعم الذي يمكن جمعيتيه من أن تكون لها الفاعلية في مجال التواصل من خلال اعتمادها نشاط الدعم القائم على المواد الغذائية مما يجعله عمل الجمعية يتسم بالكرم والرحمة بأموالنا العمومية التي يخصصها له رئيس الجماعة، إضافة إلى كونها بذلك الفعل تتمكن من استقطاب المحسنين الذين يفصلون العطاء من غير التصريح بذلك إبتغاء لوجه الخالق جل وعلا.
وبحث تبدو الجمعية بأن تقدم للمحتاجين سترة النجاة، وخاصة في لحظات الحاجة في هذه المحطة التي للأسف تسبق مرحلة الدخول الإنتخابي المقبل في 2021.
أن يقوم رئيس المجلس بتمويل اذرعه المدنية المتمثلة في الجمعيات التي شكلت سنده في إسقاط الوجه البارز في الحركة الإسلامية بالمغرب البرلماني “الأمين بوخبزة” وإزاحته من منافسته داخل الحزب، فإن استغلال حاجة الناس للدعم وتقديم كل الدعم لجمعية المذكورة، والتي يرأسها رئيس قسم الإنارة بالجماعة الذي يثير أكثر من سؤال حول أهليته لتلك المسؤولية التي تتطلب أن يكون الرئيس مهندس كهربائي وليس مجرد موظف محسوب على الرئاسة وضعته للتحكم في قسم يتطلب الخبرة التقنية العالية أكثر مما يتطلب التدبير السياسي، أو لتون خدمات القسم المذكور ليس من دور الجماعة ولكن من دور الرئيس في العملية .
غيرأن الأدهى هو أن يقوم موظف بالإدارة الترابية وهو السيد الباشا باعتباره ممثل للسلطة المحلية المفترض فيها الحيادية للإشراف على توزيع مواد حسب البلاغ ليست من الدعم العمومي الذي يتطلب مراقبة إدارية يكون الباشا مؤهلا لها.
إن فعل الخير والكرم والحث على ذلك هو من شيم الأخلاق الحميدة، لكن التخوف هو أن يكون الدعم من أموال جهات مالية نافذة بدل أن تعطي الحقوق لأصحابها تفضل التباهي بفعل الخير، وحتى لا يقع في هذه اللحظة مثلما تعيشه إيطاليا من نزول المافيا الايطالية بإغراءات الدعم المالي والغذائي للمواطنين تغطية لأفعالها المرتبطة بأنشطة المخدرات والإجرام في حق الحرية والمساواة والعدل أمام القانون, وإذ نثير انتباه السيد المحترم باشا مدينة تطوان إلى أن طريق جهنم مملوء بالورود، وحتى لا يكون استغلال إشرافه هو تغطية لنشاط إنساني من مصادر تمويل غير شفافة و لا خاضعة للرقابة القانونية مثلما يقر القانون الإداري الذي يجب أن يكون الأعرف به .
ولا أن يكون إشرافه خاضعا لاستغلال جمعية تدعي الوضوح والمراقبة، وهي تستغل ذلك لتغطية عمليات الاستقطاب الانتخابي السابق لأوانه بمباركة رجل السلطة الإدارية المحلية، هذا في حالة اذا ما صدق فيديو ومنشورات الجمعية، وفي حالة كذبها فإن السؤال الذي نثيره لماذا لم يتابع الباشا الجمعية بالمنشور الكاذب والذي قد يتسبب في الإساءة بدوره كرجل سلطة للجميع وليس لدعم أوجه من التوجهات، وعليه عدم التسامح مع هذا الإستغلال، ومتابعة من يسيء وصفة الحيادية المطلوبة في رجل السلطة.