خريبكة وفريقها أكبر من فضلات أشباه النقاد

الوطن 24/ بقلم:عبد الله الفادي

عبد الله الفادي

كثيرة هي الأشياء السلبية التي تنخر البطولة الوطنية الاحترافية، وكثيرة كذلك هي المهازل التي تتمرغ فيها الكرة المغربية ككل، التي تكلف سنويا الملايير المدفوعة من المال العام على حساب معاناة قطاعات أكثر أهمية بالنسبة للمواطن المقهور، وتقابل في الجمع العام للجامعة بعدم القدرة على مناقشتها والتحول خلال فصوله من طرف جل أهل القرار داخل الفرق والعصب إلى أصنام لا تتحرك إلا للتصفيق وإذ نزلت المعجزة فمن أجل ترديد العام زين، وإذ كان فعل هذه الطينة التي أغلبيتها مسلطة على شؤون الكرة بأساليب متعفنة له منطقه الذي يبرره والقائم على خدمة المصالح الشخصية والأطماع الذاتية المتعفنة والغير الشرعية لفرقها ولنا في الموسم المنتهي الكثير من البينة، فالمحير هو فئة جديدة من البشر تحمل صفة ممارسة الإعلام والنقد الرياضي، لا تتحدث في هذه الأمور ولا تناقشها بل لا نسمع لها صوتا ولا نقرأ لها سطرا، إلا في  مناسبات محددة عندما تظهر فجأة، وتقف بدون حياء جنبا إلى جنب مع نساء ورجال أهل الميدان والاختصاص الذين يعرفهم المتلقي، لتدلي بدلوها في مستنقع بئرها وتروي الرأي العام بمغالطتها في قضايا هي أصلا تجهلها بطرق بعيدة عن الواقع وبشكل يؤكد أنها فقط ذباب احتياطي يهش لخدمة جهات وأشخاص واجندات قبل العودة للاختفاء في انتظار أوامر جديدة ووقائع قادمة..

مناسبة الحديث عن هؤلاء هو حدث مناقشة إمكانية رفع عدد فرق البطولة الوطنية الاحترافية بقسميها إلى 18 فريقا، إذ في الوقت الذي ركزت المنابر الإعلامية المهنية والنقاد الذين يملكون نزاهة الفكر والوعي والتمكين من المعرفة بالموضوع من جميع جوانبه خاصة القانونية و انتصروا لما يعتقدون أنه يصب في مصلحة البطولة والفرق، عملت العصابة التي تحدثنا عنها على حصر الأمور في أولمبيك خريبكة، بل بلغ بها انعدام الضمير والأخلاق إلا حد مهاجمة الفريق والنيل من جمهوره والمدينة، بما تملكه من أفكار لقيطة هي رأس مالها الذي تسترزق منه، ويجعلنا متأكدين أن فئة – الحياحة – لم تعد مرتبطة فقط بالشغب داخل الملاعب بل متواجدة في كل مكان وحتى داخل محارب البعض من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تمنح هؤلاء هامشا واسعا من الحرية الغير مؤهلين لاستغلالها في الجوانب الإيجابية، رغم أن الأجهزة الوصية على البطولة والكرة ببلادنا هي من تداولت المقترح وناقشته  ليس خلال الأيام الأخيرة فقط، بل منذ أسابيع بعيدة وقبل نهاية الدوري بدورات، ولو تم تطبيقه لن يستفيد منه  الفريق الفوسفاطي فقط بل ثلاثة فرق أخرى من القسمين دون الحديث عن الهواة، فلماذا مغالطة الجماهير ومهاجمة خريبكة الفريق والمدينة  ؟

قبل أي شيء أخر كواحد من أبناء خريبكة مهد الرياضة بالبلاد، لا يهني هذا المشروع الذي تم التخطيط له بفكر هاوي والترويج له كان بطريقة لا ترقى إلى مستوى يشرف الجامعة والعصبة ولا كل من يدور في فلك الكرة المغربية، ونفضل النزول ألف مرة على انتظار عطف وبركة الجامعة، لأننا نؤمن أن الفريق الفوسفاطي الذي سبق زمن الاحتراف بسنوات طويلة وكانت كل الفرق تمني النفس بالسير على نهجه من جميع الجوانب، يمرض ولا يموت ويدخل غرفة الإنعاش ويخرج منها سالما معافا وأكثر قوة من السابق، فريق الممارسة الشريفة البعيد عن تجنيد  – لوبيات – الفساد التي تضمن الحماية من  بل كان في العديد من المواسم هو الضحية وسيبقى لقب 89 وواقعة وكأس الكونفيدرالية 2006 خير شاهد على ذلك،  وعلى العموم اللوم ليس على من هجمونا فتلك أخلاقهم ومهنتهم التي يرعون منها، ولكن اللوم على التسيير الارتجالي الذي جرنا لهذا المستنقع وقدم الأولمبيك قربانا للمهازل وعلى معاول الهدم التي نفدت مهمتها بنجاح…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *