زلزال في خنيفرة المغربية.. سقوط شبكة “المال الأسود” داخل الجمعيات وصاحب مطبعة في قلب العاصفة!

الوطن24 – خنيفرة
تشهد مدينة خنيفرة الواقعة في قلب الأطلس المغربي واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الآونة الأخيرة، بعد أن فجّرت تحقيقات الشرطة القضائية فضيحة مالية ضخمة تورط فيها رؤساء جمعيات وصاحب مطبعة شهير، يُشتبه في تلاعبهم بمئات الملايين من السنتيمات من المال العام المخصص لدعم مشاريع ثقافية واجتماعية.
ووفق معطيات دقيقة حصلت عليها “الوطن24”، فإن النيابة العامة بخنيفرة أمرت بفتح بحث قضائي عاجل، بعد ورود معطيات عن وجود شبكة منظمة تعمل على تزوير التقارير المالية والمحاسباتية واستعمال أختام مزيفة للحصول على منح جماعية ضخمة دون وجه حق.
التحقيقات الأولية كشفت أن المتورطين، وهم ثلاثة رؤساء جمعيات وصاحب مطبعة معروف في المدينة، كانوا يستغلون ثغرات في نظام دعم الأنشطة الجمعوية، عبر إصدار فواتير وهمية وتقارير مضللة لتبرير صرف مبالغ مالية كبيرة موجهة لتمويل مهرجانات وتظاهرات اجتماعية وثقافية لم تُنظّم أصلًا، أو نُظّمت شكليًا فقط لتغطية عمليات التحايل.
وقد تم إيداع المتهمين رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل التحقيقات لتحديد باقي المتورطين المحتملين في هذه الشبكة التي يُعتقد أنها كانت تنشط منذ سنوات في “تبييض الفساد الجمعوي” تحت ستار الأنشطة المدنية.
القضية هزّت الرأي العام المحلي، وأعادت إلى الواجهة النقاش حول “المال الأسود للجمعيات” وكيفية صرف الدعم العمومي دون رقابة حقيقية، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بإعادة هيكلة منظومة التمويل الجمعوي بالمغرب، وفرض شفافية مالية صارمة لضمان أن تصل أموال الدولة إلى مستحقيها الحقيقيين.
مصادر متابعة للقضية أكدت أن ما حدث بخنيفرة قد يشكل نقطة تحول في مسار مكافحة الفساد المحلي، خصوصًا أن السلطات القضائية أصبحت أكثر جرأة في محاسبة الفاعلين الجمعويين والسياسيين على حد سواء، في انسجام تام مع التوجهات الملكية الداعية إلى تخليق الحياة العامة وإرساء دولة الحق والقانون.
“العدالة اليوم لا تفرق بين منتخب وجمعوي أو رجل أعمال”، يقول أحد المتابعين المحليين، مضيفًا: “الرسالة واضحة: زمن الإفلات من العقاب انتهى.”
وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القادمة، تبقى خنيفرة عنوانًا جديدًا في معركة المغرب الطويلة ضد الفساد المالي والجمعوي، ومعها يتجدد السؤال الكبير:
إلى متى سيظل المال العام هدفًا سهلاً لشبكات تتخفى خلف شعارات التنمية والثقافة والعمل الخيري؟
