سيكولوجيا الأوطان بين الانتماء والتبعية

الوطن 24/ بقلم: الرحالي عبد الغفور
كثيرا ما يصطدم المواطن بانبهار شديد، أمام تصريحات مسؤولين خارج أوطانهم يعادون وطنهم. لكنهم في الآن نفسه يتمنى لديهم الحس بالمسؤولية في الدفاع عن صورة وطنهم المخلدة في ذاكرتهم بفعل التنشئة الاجتماعية والتعليمية.
إن كل دول العالم بدون استثناء تعطي الأولوية القصوى لتنزيل مقررات تربوية، أساسها بناء الحس الوطني لشعوبها انطلاقا من نعومة الأظفار وحتى النضج. الأمر الدي يجعلها تعتمد على أنماط محددة سلفا في إطار سيكولوجي محض، لكن القضية لا تقف هنا، حيث من جملة الحروب لامادية التي تدور فصول ملاحمها في الإعلام بأنواعه المختلفة، هي حروب خداع العقل الباطن للشعوب وهدم البنية التحتية للشعور بالوطنية، عبر دس مغالطات ومعلومات يومية تحت غطاء مختلف ومتنوع: أفلام، بحوث، أخبار، إعلانات بشكل سريع ودقيق ومنها يتم تنميط دهن المتلقي بدون علمه، لنجد العديد من المواطنين يعادون وطنهم في حالة لا شعور.
اليوم هناك ما يصطلح عليه الأمن القومي الوطني، هدا المصطلح العلمي هو جملة من القضايا التي تسهر الدولة على حمايتها، بحيث يتضمن الأمن القومي: الأمن السياسي، الأمن الاقتصادي، الأمن العسكري، الأمن السيبراني، الأمن الاجتماعي، الأمن الترابي.
حينما نتحدث عن سيكولوجية الأوطان فننا تلقائيا نصنف الشعوب الى قصمين منتمي وتابع.
فالمنتمي لديه شعور دائم بان وطنه جزء من ذاته المادية ولا مادية، لا يمكن ان تناقشه في مسلمات مقدسات وطنه، قادر على التضحية بالروح والجسد والمال والبنون فداء وطنه الدي هو وجدانه وكبرياؤه. بينما التابع فهو الجزء الآخر من الشعب الدي تنمت لديه صورة مشوهة عن الوطن بحيث يربط كل صعوبات الحياة الى وطنه، ويسقط كل اخفاقاته ويجتهد في إيجاد ذرائع، يحمل بها وطنه سبب عدم تطوره الاقتصادي والاجتماعي. فتجده هائما في البحث عن سبيل للتخلص من عبئ الوطنية، عبر بحثه عن أوطان على مقاص أحلامه وهو ما يفسره الرغبة الملحة عند هؤلاء بالهجرة نحو أوطان أخرى.
الحقيقة موجودة امما الجميع فطرف يختار النضال من أجل مصلحة الوطن وتحقيق الرفاهية للأجيال المقبلة، وطرف آخر يختار الهرب من وطنه الى وطن اخر رغبة في تحقيق طموحاته الفردية، هي سيكولوجيا الأوطان بين الانتماء والتبعية تحكمها أبعاد حروب خداع العقول وهدم الشعور والإحساس عند الأجيال الصاعدة.