طنجة تتألق في افتتاح المهرجان الوطني للفيلم.. ليلة وفاء لأحمد المعنوني ورسالة قوية لصناعة السينما المغربية.

الوطن24/ كادم بوطيب
تألقت مدينة طنجة مساء الجمعة في حفل افتتاح الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بالمغرب، الذي احتضنه قصر الفنون والثقافة في أجواء احتفالية راقية، جمعت بين البهجة والاعتراف بمسيرة الإبداع السينمائي المغربي.
كانت الليلة الأولى من المهرجان ليلة وفاء وسحر سينمائي مغربي أصيل، حيث امتزجت المشاعر بالفن، والإبداع بالحنين، في احتفاءٍ بالمخرج والممثل الكبير أحمد المعنوني، أحد رموز السينما المغربية وصاحب البصمة الإنسانية العميقة في أعماله الخالدة.

🔸 تكريم أحمد المعنوني.. لحظة امتنان لجيل صنع مجد السينما المغربية
وقف الحاضرون احترامًا للرجل الذي أعطى من فكره وموهبته الكثير، فكانت دموع المعنوني أصدق تعبير عن امتنانه لهذا التكريم، الذي حمل في طياته رسالة تقدير لكل من ساهم في بناء السينما المغربية الحديثة.
وفي كلمة ألقاها عبد العزيز البوجدايني نيابة عن وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، أكد أن هذا الحدث يمثل “موعدًا سنويًا للاعتزاز بالإبداع الوطني وتجديد الالتزام بدعم الصناعة السينمائية المغربية”، مشيرًا إلى أن دورة هذه السنة تتميز ببرنامج متنوع يجمع بين العرض، النقاش، والتفكير في مستقبل السينما كصناعة لا تقل أهمية عن أي قطاع اقتصادي آخر.

🔸 طنجة.. بوابة إفريقيا للسينما المغربية
تميزت دورة هذا العام بانفتاحها على العمق الإفريقي، إذ عرفت حضور شخصيات فنية وثقافية من دول إفريقية شقيقة وصديقة ضمن لجان التحكيم، تأكيدًا على أن المغرب يواصل لعب دور ريادي في جعل السينما جسرًا للتواصل والتعاون جنوب-جنوب.
وفي خطوة لافتة، أعلن الوزير عن إطلاق سوق ومعرض خاص بالألعاب الإلكترونية على هامش المهرجان، في رؤية جديدة تسعى إلى دمج السينما بصناعة التكنولوجيا والترفيه، باعتبارهما وجهين لعملة واحدة في الاقتصاد الإبداعي العصري.
🔸 “الحال”.. أسطورة ناس الغيوان تعود إلى الشاشة
اختتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم الوثائقي الموسيقي “الحال”، أحد أيقونات السينما المغربية، من توقيع المخرج المحتفى به أحمد المعنوني، والذي يستعرض رحلة فرقة ناس الغيوان الأسطورية.
وقد أعيد ترميم هذا العمل من طرف مشروع السينما العالمية لمؤسسة The Film Foundation’s World Cinema Project بإشراف المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، الذي سبق أن قدمه في مهرجان كان السينمائي سنة 2007 ضمن قسم “كان كلاسيك”.

🔸 منافسة قوية وجوائز تحفّز الإبداع
يتنافس في المهرجان عدد من الأفلام المغربية الطويلة والوثائقية والقصيرة ضمن أربع مسابقات رسمية، تشرف عليها لجان تحكيم تضم أسماء بارزة من داخل المغرب وخارجه، مثل حكيم بلعباس، كمال الأزرق، محمد العبودي، وحليمة الورديغي.
كما يشهد الحدث مسابقة “Pitch” الخاصة بمشاريع الأفلام الروائية الطويلة قيد التطوير، حيث تم اختيار تسعة مشاريع واعدة ستحظى بدعم وتحفيز من خبراء مغاربة وأجانب لتطويرها نحو الإنتاج.

🔸 مهرجان بفلسفة جديدة
تسعى هذه الدورة إلى تأكيد أن السينما المغربية لم تعد مجرد تعبير فني، بل صناعة استراتيجية تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، وخلق فرص شغل، وتعزيز إشعاع المغرب الثقافي في العالم.
وبين أضواء طنجة ووهج الشاشة الفضية، بدا واضحًا أن المهرجان الوطني للفيلم لا يحتفي فقط بالأفلام، بل يحتفي بالمغرب كفكرة، وبالسينما كحلم، وبالإبداع كقوة ناعمة تصنع المستقبل.
