ظاهرة الزطاطا بالأسواق العشوائية . سوق بحي السلام سلا نموذجا

الوطن24  

 

الزطاط وقاطع الطريق هما شخصان مختلفان حسب المؤرخ المغربي والباحث الجامعي الأستاذ عبد الأحد السبتي ، حيث يعمل الزطاط على حماية المسافر في الطرق غير الآمنة التي يرتادها اللصوص والقطاع حتى يصل إلى بر الأمان، وشخصيته متجدرة في الثقافة المغربية، حيث يقول المثل المغربي:«ما يقدرش يزطط راسوا»: أي لا يستطيع الاعتماد على نفسه في عمل أو سفر أو نحو ذلك لكن في عصرنا هذا الزطاط هو نفسه قاطع الطريق . هذا ما ينطبق على ما يجري في الأسواق العشوائية .

على نفس الوثيرة التي وقعت بها جريمة باب سبتة سلا وبالضبط حي سنبلة والذي عرف انتشار سوق عشوائية عرفت تمددا سريعا على مرمى أعين السلطات بمختلف أجهزتها ، كان بطلها ما يسمى “الزطاط ” وهو غالبا شخص له سوابق عدلية وقضائية ، يجمع إتاوات من الباعة كلهم أو جلهم في ذات السوق العشوائية ، ومن يمتنع عن الدفع يتعرض للعقوبة مثل الضرب أو يطرد من السوق ليصبح هذا الذطاط يصبح هو قاطع الطريق .

ما لا يريد الكثير التكلم عنه هو هذا السلوك هي مسؤولية من ؟ وأين تتجلى ظاهرة الأمن العام والسكينة العامة ؟ فغالبا ما تجد السوق على مرمى حجر من دائرة أمنية أو ملحقة إدارية ، وهنا نتحدث عن سوق  بحي السلام والذي يعرف تمددا لا يرى إلا لمن يقطن في الحي ، وهو السوق الوحيد الذي يتردد عليه أكثر من زطاط ، كل حسب توقيت معين ، وهناك إشاعات تروج بين السكان بأن هناك من يحميهم من المنتخبين ورجال السلطة ، ولا أحد يريد أن يكشف عن جهة معينة او شخص معين . فقد توصلت لنتيجة مهمة هو انهم يشكلون تكتل شعبي للانتخابات .

وما لا يلاحظه العامة هو أن مهنة الزطاط حاليا حي إهانة للأمن والسلطات الإدارية ، حيث أن أمن الباعة أصبح بين يدي من يفرضون قانونهم ، لأن صبر الباعة هو ضنهم بأنهم سيستفيدون من مكان لممارسة نشاطهم التجاري في المستقبل ، لكن ما وقع في سوق الصالحين يشير لما سيقع لهم .

إن الاسواق العشوائية بحي السلام هي قنبلة موقوتة لا يبالي بها أحد فقد يقع بها أكثر مما وقع بحي السنبلة بسلا ، فهنا لا يمكن القول بكم من حاجة قضيناها بتركها ، بل يجب على من على عاتقهم مسؤولية النظام العام والأمن العام والسكينة العامة أن يتحملوا مسؤولية مناصبهم والمهام الملقاة على عاتقهم ، وليس التزام مكاتبهم كما قالها صاحب الجلالة نصره الله بصريح العبارة حرفيا ،وأن يتفقدوا مناطقهم وما يقع فيها قبل فوات الأوان أو وقوع جرائم مماثلة مما يزيد من رعب السكان ، ولا يكتفوا بكلمة “تمام” التي تأتي على لسان أعوانهم .