“غيث الإماراتي”: من غموض الهوية إلى شهرة البرنامج الإنساني.

بعد سنوات طويلة من الغموض حول هوية شخصية “غيث الإماراتي”، تم الكشف أخيرًا عن سر هذه الشخصية التي أثارت تساؤلات كثيرة بين المتابعين. ليس “غيث” كما كان يعتقد الكثيرون إماراتيًا، بل هو الإعلامي العراقي محمد الفرجاوي، الذي نشأ في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وُلد محمد الفرجاوي في العراق، إلا أنه انتقل إلى الإمارات في وقت مبكر من حياته، بعد أن فقد والده، ليعيش مع والدته وأشقائه في بيئة إماراتية احتضنته وأسهمت في تشكيل شخصيته الإعلامية. درس الفرجاوي الإعلام في جامعة الشارقة، حيث بدأ شغفه بمجال الإعلام يتبلور بشكل واضح، لينطلق بعدها في مسيرته المهنية.

عمل الفرجاوي في قناة الشارقة، حيث كان له حضور لافت، لكن كان لديه حلم أكبر: أن يساهم في صناعة محتوى إعلامي مميز يعكس قيم العطاء والتضامن. فأسس شركة “خطوة ميديا”، التي أنتجت برنامج “قلبي إطمأن”، الذي أثار إعجاب ملايين المشاهدين في العالم العربي، وأصبح واحدًا من أشهر البرامج الاجتماعية في المنطقة.

ومن أجل أن يظهر العمل تحت مسمى إماراتي، تم تجنيس محمد الفرجاوي وأسرته، ما جعل البرنامج يُعرض على قنوات إماراتية مثل قناة دبي ومن ثم قناة أبوظبي، ليحظى بمزيد من الانتشار ويحقق نجاحًا باهرًا. ولم يكن الهدف مجرد تقديم برنامج إنساني، بل كان يسعى الفرجاوي إلى إيصال رسالة عالمية حول التضامن والمساعدة الإنسانية، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها بعض الأفراد في المجتمعات المختلفة.

إذًا، رغم أن “غيث الإماراتي” لم يكن إماراتيًا في الأصل، إلا أن هويته الإعلامية تتناغم مع الثقافة الإماراتية التي تحتضن الإبداع والتضامن الاجتماعي. أصبح “غيث” أيقونة من أيقونات الإعلام العربي، الذي يجمع بين العطاء والمهنية، ويكسر الحواجز التقليدية حول ما يعنيه أن تكون جزءًا من مجتمع معين، مؤكدًا أن العطاء يمكن أن يتجاوز الحدود والجنسيات.

إن “غيث الإماراتي” ليس مجرد شخصية إعلامية، بل هو مثال حي على القوة التي تمنحها الشراكة بين الإعلام والفكر الإنساني في بناء جسور من الأمل في العالم العربي، وهو تجسيد للروح الإماراتية في احتضان المشاريع التي تخدم القيم الإنسانية النبيلة.