فاطمة الزهراء المنصوري: قيادة الحكومة المغربية المقبلة هدف مشروع لحزب الأصالة والمعاصرة.

في خطوة تعكس طموحات سياسية كبيرة، أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية لحزب “الأصالة والمعاصرة”، أن الحزب يطمح إلى قيادة الحكومة المقبلة، مع الاستعداد للانتخابات التشريعية القادمة برؤية استراتيجية تهدف إلى اعتلاء المرتبة الأولى في المشهد السياسي المغربي.

وخلال لقاء تواصلي نظمته قيادة الحزب في مدينة مراكش، شددت المنصوري على أن الهدف الرئيسي لحزب “الأصالة والمعاصرة” يتمثل في قيادة الحكومة المقبلة وتنزيل “مشروع هائل” يعكس رؤية الحزب المستقبلية لتطوير المغرب. اللقاء، الذي جمع عدداً من قيادات الحزب وبرلمانييه ورؤساء المجالس الترابية والمهنية في جهة مراكش-آسفي، كشف عن خطوات عملية لتعزيز الحضور الحزبي في الساحة السياسية، مع التركيز على كيفية التأثير الإيجابي في الانتخابات المقبلة.

من بين أبرز النقاط التي تم التأكيد عليها في اللقاء، هو الإعلان عن تشكيل لجنة خاصة بإشراف سمير كودار، رئيس قطب التنظيم، هدفها استقبال ودراسة مشاكل ومطالب الأقاليم المختلفة. هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز سياسة “القرب” من المواطنين في مختلف مناطق المغرب، ومواجهة إشكالية العزوف السياسي الذي يعاني منه بعض المواطنين. وأكدت المنصوري أن الحزب يسعى للانفتاح على جميع فئات المجتمع ودمجهم في المشروع السياسي لحزب “الأصالة والمعاصرة“.

وفي سياق متصل، أشادت المنصوري بالمصداقية التي يتمتع بها الحزب، مشيرة إلى أن وزراء الحزب الذين تبوأوا المناصب الحكومية في السابق أثبتوا كفاءتهم وحنكتهم في تدبير المشاريع الكبرى. وأعربت عن اعتزازها بالإنجازات التي حققها الحزب عبر منتخبيه في مختلف المجالس المحلية والإقليمية، معتبرة أن هذه الإنجازات تمثل علامة فارقة وتستحق الفخر في سياق تطور المغرب الديمقراطي.

لكن تصريحات المنصوري لم تخلُ من إثارة التساؤلات حول قدرة “الأصالة والمعاصرة” على تحقيق هذه الأهداف الطموحة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المغرب. فالوضع الاقتصادي، الذي يشهد ضغوطاً متزايدة جراء معدلات البطالة المرتفعة، وارتفاع تكاليف المعيشة، قد يمثل تحدياً كبيراً للحزب في جذب دعم الناخبين الذين أصبحوا أكثر تطلباً في ظل الظروف الصعبة. كما أن العزوف السياسي الذي يعاني منه العديد من المواطنين قد يضعف من قدرة الحزب على تعبئة قواعده الشعبية في الانتخابات المقبلة.

في الوقت نفسه، فإن التحديات السياسية التي يواجهها الحزب على الساحة، سواء من منافسيه السياسيين أو من قوى المجتمع المدني، قد تكون حجر عثرة أمام طموحات “الأصالة والمعاصرة” في تحقيق أهدافه. فالحزب، الذي عُرف بقدرته على المنافسة في الانتخابات المحلية والجهوية، قد يواجه صعوبة في الحفاظ على تلك النجاحات في ظل الواقع الوطني المعقد.

رغم هذه التحديات، يبدو أن حزب “الأصالة والمعاصرة” يسير في طريقه لتحقيق أهدافه، مدفوعاً برؤية قوية وإستراتيجية واضحة. لكن نجاحه في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس سيعتمد بشكل كبير على قدرته على الاستجابة لمتطلبات المواطنين في مختلف الأقاليم المغربية، ومواجهته للتحديات الاقتصادية والاجتماعية بطرق مبتكرة. وعلى الرغم من الصعوبات المنتظرة، فإن “الأصالة والمعاصرة” يسعى إلى إبراز نفسه كحزب قادر على التأثير في مستقبل المغرب السياسي، ومواصلة العمل على تحقيق تطلعات المواطنين في إطار التنمية المستدامة والتقدم السياسي.