فضيحة “شاحنة تيوغزة” تهز حزب الأحرار في المغرب وأخنوش يوبّخ بايتاس.

الوطن24/ خاص
لم تهدأ تداعيات الجدل الذي أثارته واقعة ظهور شاحنة تابعة لجماعة تيوغزة أمام منزل عائلة الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في المغرب. القضية التي ارتبطت بمؤسسة “جود” الخيرية، التي وُصفت بأنها الواجهة الاجتماعية لحزب التجمع الوطني للأحرار، تحولت من مجرد زوبعة إعلامية إلى أزمة سياسية داخل الحزب، تسببت في غضب قياداته وامتعاض رئيسه، عزيز أخنوش.
وحسب مصادر موثوقة، فإن أخنوش عبّر عن استيائه الشديد من هذا “الخطأ القاتل”، ليس بسبب الواقعة بحد ذاتها، ولكن بسبب توقيتها، حيث منح ذلك خصوم الحزب في المغرب فرصة ثمينة للهجوم عليه. وخلال اجتماع داخلي، خاطب أخنوش بايتاس بلهجة حادة، قائلاً: “ما خاصناش نطيحو فبحال هادشي، راه الخصوم كيتسناونا فالدورة وما خاصناش نعطيوهم هدايا مجانية”.
القلق داخل الحزب لم يقتصر على أخنوش وحده، بل امتد إلى قياديين آخرين، الذين اعتبروا أن الحادثة تشكل ضربة لصورة الحزب في المشهد السياسي المغربي، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026. فبينما يسعى الحزب إلى تعزيز موقعه كقوة سياسية قادرة على الاستمرار في قيادة الحكومة، تأتي هذه الفضيحة لتؤجج الانتقادات حول تدبيره للشأن العام في المغرب وعلاقته بمؤسسات المجتمع المدني.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، تلقى بايتاس تعليمات بعدم الإدلاء بأي تصريحات قد تزيد الوضع تعقيدًا، وهو ما انعكس على ندوته الصحفية الأخيرة، حيث اكتفى بتصريحات عامة قائلاً: “بعض القضايا التي تُثار لها طابع سياسي، وسنجد الفضاء المناسب للتفاعل معها”. غير أن هذا الرد لم يوقف سيل الانتقادات، بل زاد من تساؤلات الرأي العام المغربي حول مدى تأثير الواقعة على موقع الحزب وحساباته الانتخابية.
ويبدو أن حزب الأحرار في المغرب يواجه تحديات متزايدة مع توالي الأزمات التي تعصف به، وهو ما يضعه أمام اختبار حقيقي في قدرته على الحفاظ على تماسكه السياسي واستعادة ثقة الناخبين قبل محطة 2026.