فـوز دونالد ترامب فرص المغـرب في عـالـمٍ متغيّر

مع صعود دونالد ترامب للواجهة السياسية الأمريكية، يبدو أن هذا الصعود يعيد تشكيل المشهد السياسي العالمي بشكل لم يكن مألوفاً في العقود الأخيرة. وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التي يواجهها ترامب بسبب مواقفه الصارمة داخلياً وخارجياً، إلا أن هذه المرحلة قد تفتح بعض الفرص أمام المغرب لتحقيق مصالح استراتيجية.

أولاً: التوازن الإقليمي والعلاقات الدبلوماسية ترامب معروف بنهجه البراغماتي في العلاقات الدولية، والذي لا يعتمد كثيراً على العلاقات التاريخية والتحالفات التقليدية، بل يركز على الفوائد المتبادلة والمصالح. يمكن للمغرب الاستفادة من هذه السياسة بطرق عدة، حيث يمكن أن تُتاح للمملكة فرصة لعب دور بارز كحليف مستقر للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا، خاصة في ظل اضطراب الأوضاع في بلدان مجاورة. هذا الدور قد يمنح المغرب مساحة أوسع لتحقيق مصالحه الإقليمية وحماية استقراره الداخلي.

ثانياً: تقوية المواقف في ملف الصحراء في ظل موقف ترامب من السابق من إعترافه بالصحراء المغربية كجزأ لا يتجزأ من أرض المغرب ، قد يجد المغرب فرصة لتوضيح رؤيته بشأن فتح قنصلية في الصحراء وكذا مراكز ثقافية وتشجيع الاستثمار الأمريكي في الصحراء .

ثالثاً: الاستثمارات الاقتصادية وتعزيز التعاون التجاري سياسة ترامب الاقتصادية تهدف بشكل عام إلى تقليل الاعتماد على بعض الدول وزيادة الشراكات الثنائية. هنا يمكن للمغرب أن يروج لنفسه كمركز اقتصادي مستقر ومنفتح، خاصة وأنه يمتلك علاقات تجارية قوية مع أوروبا وأفريقيا. من خلال تقديم مزايا تنافسية للاستثمارات الأمريكية، قد ينجح المغرب في جذب استثمارات نوعية تسهم في تعزيز اقتصاده، مع التركيز على قطاعي الزراعة والتكنولوجيا النظيفة، حيث يمكن للمغرب لعب دور في تلبية احتياجات السوق الأمريكي بشكل متزايد.

رابعاً: الشراكة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن في ظل رؤية ترامب الصارمة تجاه الأمن ومكافحة الإرهاب، يمكن للمغرب، كبلد مستقر وذو خبرة واسعة في مكافحة التطرف، أن يعزز من دوره كشريك أمني للولايات المتحدة. هذا التعاون يمكن أن يعزز من مكانة المغرب كدولة محورية في الاستقرار الإقليمي، ويسهم في تحسين صورته كحليف جدير بالثقة في تحقيق الأمن والسلم العالميين، وهو ما يتماشى مع رؤية ليبرالية ترفض الحروب وتفضل حلول السلام والأمن.

وفي الأخير بينما يجلب صعود ترامب تحديات جديدة للنظام العالمي، يمكن للمغرب أن يستغل هذه المرحلة لتحقيق مكاسب تخدم استقراره وتقدمه. بالتأكيد، يتطلب ذلك دبلوماسية حكيمة وقدرة على المناورة لتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والقيم الليبرالية التي تسعى للسلام واحترام حقوق الشعوب