قائد تمارة وشهادة العجز المثيرة للجدل.. هل تتحول الصفعة إلى زلزال قانوني في المغرب؟

الوطن24/ خاص
في مشهد غير مسبوق في المغرب، وجد قائد الملحقة الإدارية السابعة بمدينة تمارة نفسه في قلب عاصفة من الجدل، بعدما تلقى صفعتين من سيدة خلال مشادة كلامية. لكن ما أثار الدهشة أكثر هو الشهادة الطبية التي حصل عليها القائد، والتي أثبتت تعرضه لعجز لمدة 30 يومًا، ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مدى تناسب هذه المدة مع طبيعة الحادث.
صفعة تُثير العاصفة في المغرب
انتشر مقطع فيديو يوثق الحادثة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت السيدة وهي توجه صفعتين للقائد وسط ذهول الحاضرين. غير أن القضية لم تنته عند هذا الحد، إذ سرعان ما تقدّم القائد بشهادة طبية تمنحه عجزًا شهريًا، مما دفع الرأي العام في المغرب إلى التساؤل عن مدى مصداقية هذه الشهادة، وما إذا كانت محاولة لاستغلال النفوذ القانوني لصالحه.
الهيئة الطبية توضح.. لكن الشكوك مستمرة
الجدل دفع الهيئة الوطنية للأطباء في المغرب إلى التدخل، حيث أكدت أن تحديد مدة العجز مسألة طبية بحتة تعود للطبيب المعالج. غير أن الكثيرين تساءلوا: كيف يمكن لصفعتين أن تتسببا في عجز لمدة شهر كامل؟ وهل يمكن أن يكون منح هذه الشهادة قد تم بمجاملة أو ضغط إداري؟
القانون المغربي على المحك
بحسب المحامي صبري الحو، فإن الشهادات الطبية تلعب دورًا أساسيًا في تحديد طبيعة الجريمة والعقوبة المرتبطة بها. فوفق القانون الجنائي المغربي، فإن أي اعتداء يُنتج عجزًا يتجاوز 21 يومًا يعرّض مرتكبه لعقوبات تصل إلى خمس سنوات سجنًا، وهو ما يضع السيدة في مأزق قانوني كبير، خصوصًا إذا ما تم اعتبار شهادة العجز كدليل رسمي أمام المحكمة.
الرأي العام المغربي مستنفر.. هل نحن أمام استغلال للنفوذ؟
بينما يرى البعض أن القائد يسعى لتضخيم الحادث من أجل تشديد العقوبة على المعتدية، يطالب آخرون بفتح تحقيق شفاف في المغرب حول كيفية إصدار هذه الشهادة، مع التشديد على ضرورة ضمان النزاهة في منح الوثائق الطبية. فقد سبق أن شهد المغرب قضايا مماثلة أثيرت حول منح شهادات عجز بأمد طويل في قضايا بسيطة، ما يجعل هذه القضية اختبارًا حقيقيًا لنزاهة المنظومة الطبية والقانونية في البلاد.
خاتمة: زلزال قانوني يلوح في الأفق في المغرب؟
ما بدأ بصفعة بسيطة تحول إلى قضية رأي عام تهدد بكشف اختلالات خطيرة في تدبير النزاعات القانونية والطبية في المغرب. فهل سيتم فتح تحقيق في ملابسات هذه الشهادة؟ وهل ستتحول هذه الحادثة إلى نقطة تحول في التعامل مع مثل هذه الحالات مستقبلاً؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الحقيقة، لكن الأكيد أن هذه “الصفعة” قد تكون مجرد بداية لزلزال يهز أكثر من مجرد وجه القائد!