كارثة في المغرب.. وفاة قاصر في الدار البيضاء بسبب غاز “البوتان” واعتقال أربعة متورطين.

شهدت منطقة عين الشق بمدينة الدار البيضاء، المغرب، حادثة مأساوية إثر وفاة فتاة قاصر، تبلغ من العمر 15 سنة، بعد استنشاقها غاز “البوتان” المستخدم في تعبئة الولاعات، مما أدى إلى مضاعفات صحية خطيرة أودت بحياتها قبل وصولها إلى المستشفى.

وبمجرد تلقيها إشعارًا بالواقعة يوم الأربعاء 12 فبراير، باشرت فرقة الشرطة القضائية تحقيقاتها، حيث تمكنت من توقيف أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في تسهيل استهلاك القاصرين للمواد المخدرة والتغرير بالفتاة الهالكة. ومن بين الموقوفين مالك محل تجاري ومساعده، ومسير مقهى، بالإضافة إلى شخص كان برفقة الضحية أثناء استنشاقها لهذه المادة الخطيرة.

وكشفت الأبحاث الميدانية في المغرب أن مالك المحل التجاري كان يروج عبوات غاز “البوتان” بهدف التخدير، حيث ضبطت الشرطة بحوزته ومساعده كميات كبيرة من هذه العبوات بسعة 250 مليلتر، إضافة إلى عدد كبير من البالونات البلاستيكية التي تُستخدم لاستنشاق الغاز، إلى جانب علب من مادة “المعسل” المهرب.

كما مكنت التحقيقات من كشف مقهى في المنطقة نفسها يُشتبه في استغلاله لاستقبال القاصرين وتسهيل استهلاكهم للمواد المخدرة. وعليه، تم توقيف مسير المقهى وحجز جهاز تسجيل كاميرات المراقبة لفحص محتوياته رقمياً، بهدف الكشف عن أي أدلة إضافية تدين المتورطين في هذه الأنشطة غير القانونية.

وقد وُضع جميع الموقوفين الأربعة تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، بينما أودعت جثة الضحية بمستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي بغرض تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، وتحديد المسؤوليات الجنائية لكل طرف متورط في هذه القضية.

ويجدر بالذكر أن الأمن الوطني في المغرب سبق أن رصد انتشار ظاهرة استنشاق غاز “البوتان” المخدر، وهو سلوك مستورد من بعض دول الشرق الأوسط، بات يُشكل خطراً كبيراً على صحة المستهلكين، حيث يؤدي إلى حالات تسمم واختناق قد تكون قاتلة. هذه الواقعة تدق ناقوس الخطر بشأن استفحال هذه الظاهرة في المغرب، مما يستدعي تكثيف الجهود الأمنية والتوعوية لمواجهتها بصرامة.