كندا: ممثلو المغاربة في الكيبيك وكذا المنتخبون من أصل مغربي “هل لديهم الشجاعة للدفاع عن مصالح الجالية”؟

الوطن 24/ بقلم: جواد الكعابي، مدير قناة كيبيك اليوم

ليس سرا! إن كان البعض قد عينوا أنفسهم ممثلين للجالية المغربية، دون أن يطلبوا رأي أصحاب المصلحة الرئيسيين!  أنت وأنا! ليتحدثوا بإسمنا رغمنا عنا.

جيد جدا أن تكون حاضرًا دائمًا في التلفزيون الكندي أو الكيبيكي، أو عبر الأثير على أمواج الإذاعة، أو في الموائد المستديرة بحجة إيجاد حلول لمشاكل جاليتنا! من الجيد أيضًا دعوة سياسيي الكيبيك وكندا إلى قاعات الإستقبال الفارهة ومشاركتهم الأوقات الجميلة والاستمتاع بالوجبات اللذيذة والاستماع إلى الموسيقى الشرقية!

لكن وبشكل ملموس، بماذا تفيذ هذه الاجتماعات بالضبط؟ ما الذي تجلبه هذه الاجتماعات المتكررة لصالح المهاجر المغربي العادي الذي يستميت باحثًا عن عمل؟ هل كانت هناك أية تدابير أو اتفاقيات حكومية مع قادة رجال الأعمال لتسهيل الاندماج المهني لهؤلاء الأشخاص؟!

على سبيل المثال، في عام 2015 في حالة اللاجئين السوريين، أرسلت الغرفة التجارية والصناعية بمونتريال بيانًا للشركات لمطالبتهم بالتزامهم بإدماج اللاجئين السوريين في سوق الشغل مباشرة عند وصولهم. تحدث وزير العمل آنذاك، سام حماد، وهو نفسه من أصل سوري، وشخصيات سياسية أخرى علنًا ودعا إلى تسهيل توظيف اللاجئين.

بالطبع، لن أعارض بأي حال من الأحوال دعم اللاجئين، لكن ما أشجبه هو موقف سياسيينا. لماذا لا يتفاعلون بنفس الطريقة مع جاليتهم المغربية، على الرغم من الأرقام المخيفة لمعدل البطالة التي تمس جاليتنا والذي تتجاوز 7 أضعاف المعدل الوطني؟

لسنا نفتقر إلى وسائل الاتصال، أو الجمعيات والمنظمات الحقوقية المغربية ولا البرلمانيين والمنتخبين المغاربة في البلديات. فحتى الآن، لم تتمكن أي هيئة أو ممثل أو منتخب من إقناع الأطراف السياسية المختلفة مثل البلديات أو الحكومة بالتفاعل مع جاليتنا، كما فعل الوزير السوري سام حمد، بوضعه الفيتو وإعطاء الأوامر بإدماج أكثر من واحد وعشرون ألف من أبناء جاليته في سوق الشغل؟

هل “ممثلونا” بارعون فقط في توجيه الدعوات للسادة والشخصيات الأجنبية لحضور الاحتفالات، وإقناع هؤلاء المسؤولين المنتخبين في البلديات والمحافظات بالرضى عنهم ومقاسمتهم للوجبات الشهية، والاستماع إلى الموسيقى الشرقية وإلى التقاط الصور والسيلفيات!

هل ممكن أن نقول بأن جاليتنا يتيمة؟ أم أن الأشخاص الذين الذين يمثلونها ليس لهم وزن حتى في الضغط على “أصدقائهم” في الحكومة وفي البلديات! لمن يقومون لهم بحملات انتخابية!، هل تعتبرنا الحكومات كعمال احتياط بالرغم من مؤهلاتنا؟

نريد وضع حد لخطاباتنا كمتسولين والشروع في الأخد بزمام الأمور، فإن كنا فعلا مواطنين كنديين، فعلينا أن نفرض تواجدنا وأخذ مكانتنا في هذا المجتمع وذلك بتواصلنا بشكل مباشر مع الحكومات الكيبيكية والكندية، دون الاعتماد على الوسطاء من أبناء جلدتنا. هذا النموذج الكلاسيكي للوسطاء لم ينجح ولم يخدم أيًّا من اهتمامات الجالية. إن الجالية المغربية ليست سلعة، ولا يجب استعمالها كسلم لتحقيق مصالح الوسطاء والتجارة بمصالحها أو استخدامها ككتلة للحملة الانتخابية لأسياد الوسطاء من الأجانب.

السؤال الذي يطرح نفسه دائما، هل يمكن أن يخبرنا أحد عن طبيعة الامتيازات ومبالغ جميع المنح والمساعدات من مختلف البرامج والوزارات والبلديات والسياسيين سواء الأفراد منهم بصفتهم الشخصية أو كممثلون في شكل مجموعات منظمة؟ ولماذا ينفصل المترشحون للإنتخابات البلدية أو البرلمانية تمامًا عن جاليتهم مباشرة بعد نجاحهم بحجة أنهم يمثلون فقط سكان مقاطعاتهم، لكنهم جميعًا يعودون في وقت الإنتخابات لجاليتهم وحتى ولو تطلب الأمر أحيانًا ارتداء الحجاب ودخول المساجد رغم التناقضات وكؤوس البيرة التي تزين موائدهم في المقاهي.

            أمنيتي الغالية لعام 2021, أن يبقي في الماضي كل هاته اللقاءات العقيمة لممثلينا مع الوزراء والنواب وممثلي المواطنين على مستوى البرلمان أو البلديات، كل تلك الأمسيات وخلال الأعياد، والتي يجمعهم من خلالها فقط وجبات الطعام والموسيقى، دون استغلال المناسبة للخوض فيما يعود بالنفع على الجالية الحبيبة! لندفن إذن هذه الممارسات السيئة مع 2020 ونبدأ 2021 بالعمل الصحيح من خلال معالجة المشاكل الحقيقة والتي تخص جاليتنا الكريمة.

وداعا 2020، ولتذهبي مع كل الممارسات التي لاتصب في مصلحة جاليتنا، ومرحبا بك 2021، وليدخلك الله علينا وعلى جاليتنا الحبيبة بالخير والبركة.