كندا: موسم الثلج على الأبواب، فكيف إذن يتم استقباله من طرف الكيبيكيين؟!

الوطن 24/ بقلم: مريم منديلي *

 يستعد الكيبيكيون والكنديون لإستقبال موسم الثلوج بما فيه من سلبيات وايجابيات.  يحل علينا كل سنة وفي نفس الوقت، لكن كل واحد وله نظرته الخاصة وكيفية التعامل معه. منا من يراه قاس ولا يستطيع تحمله، ومنا من يراه جو رومنسي، ومنا من يغادر البلاد ويعود إليها في بداية فصل الربيع.

هناك المهاجر الذي يقف شارد الفكر والعين أمام كثرة الثلوج حيت يراها جبال بيضاء وبرد قارس في جل الأوقات من 30 إلى 45 درجة تحت الصفر.

يكاد ان يغمى عليه كأنه أمام شاشة تعرض فلما من الخيال العلمي. لا يستطيع إدراك كيفية الخروج من بيته ولا سياقة سيارته للولوج إلى عمله وفي هذه الفترة يحن قلب كل مهاجر إلى وطنه ودفئ شمس بلاده وهناك من يحب هذا الفصل لخصوصية مناظره الخلابة كأن الطبيعة تلبس فستان عروس أبيض تتباهى به، هذه الفئة منها من يتأمل سقوط الثلوج وبيده كوب من القهوة أو الشكلاطة الساخن ويستمتع في عظمة الخالق ويحمده على دفء بيته، ومنها من يمارس رياضة التزحلق على الجليد بكل أنواعه أو المشي ليأخذ من الطبيعة كل ما هو مفيد لجسده، لنفسيته ولروحه. وهؤلاء يفرحون بمجيء هذا الفصل كأن بينهم وبين الثلج حبل سري يربطهم.

أما الفئة الأخيرة وهم الملقبين بطيور الثلج بحيث يشدون رحالهم إلى الضفة الجنوبية لأمريكا، كولاية فلوريدا لقضاء أربعة أشهر، فيستمتعون بالجو الجميل والشمس الدافئة كأنها فرصة لشحن بطارية جسدهم، نفسيتهم وروحهم.  وهكذا يعودون إلى بلادهم من جديد كلهم حيوية، نشاط وتفاؤل.

من خلال هذا الموضوع، يتبين لنا أن الإنسان كل واحد منا له قدراته الذاتية لمواجهة أي تحدي.

  وأننا مختلفون ومن اختلافنا نتعلم ونرقى.

*مختصة في البرمجة اللغوية العصبية وعلوم الأعصاب