مؤسسة التمويل الدولية تمنح 100 مليون أورو لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في المغرب

الوطن24/ واشنطن
أعلنت مؤسسة التمويل الدولية، التابعة لمجموعة البنك الدولي، يوم الجمعة عن منح قرض بقيمة 100 مليون أورو (حوالي 108 ملايين دولار) لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، في خطوة تهدف إلى معالجة نقص المياه في المغرب وتعزيز الأمن الغذائي في إفريقيا.
جاء هذا الإعلان في بيان مشترك صدر من واشنطن، حيث أوضحت المؤسستان أن القرض سيستخدم لزيادة إمدادات المياه المستدامة لإنتاج الأسمدة، بالإضافة إلى دعم الفلاحين والأسر المغربية. يتضمن المشروع بناء خط لأنابيب المياه بطول 219 كيلومتراً، فضلاً عن محطة ضخ لنقل المياه المحلاة من المحطات الحالية والمستقبلية التي ستقوم بإنشائها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر على المحيط الأطلسي، إلى مواقع الإنتاج التابعة للمجموعة في خريبكة.
ستصل السعة الإجمالية السنوية لخط الأنابيب إلى 80 مليون متر مكعب عند الانتهاء من الأشغال، مما سيوفر مصدراً مستداماً وموثوقاً للمياه لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، بالإضافة إلى تأمين المياه للفلاحين والشركات والمستهلكين في مدينة خريبكة وضواحيها.
وفي هذا السياق، أكد مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجموعة، أن هذا المشروع يعكس التزام مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بالتنمية المستدامة والابتكار. وأوضح أن تأمين مصادر موثوقة من المياه المحلاة سيساهم في ضمان استمرارية نمو الأنشطة الاقتصادية، وفي نفس الوقت، سيؤمن الموارد الأساسية للساكنة المحلية.
من جانبه، اعتبر مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، أن هذا المشروع يمثل نموذجاً لكيفية تمكين الشركات من تطوير حلول لمعالجة التحديات المعقدة المتعلقة بالتنمية. وأبرز أن دعم بناء خط الأنابيب سيمكن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من تلبية احتياجاتها من المياه، ودعم إنتاج محاصيل ذات قيمة مضافة عالية، مما يساهم في ضمان مستقبل أكثر صموداً وأماناً غذائياً في إفريقيا.
يتماشى هذا المشروع مع برنامج المياه لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يسعى لتزويد المجموعة بالمياه غير التقليدية بنسبة 100% بحلول نهاية سنة 2024. وبحلول سنة 2027، تهدف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى إنتاج 560 مليون متر مكعب سنوياً من مياه التحلية و60 مليون متر مكعب سنوياً من المياه المعالجة، بفضل استثمارات تبلغ قيمتها الإجمالية 611 مليون دولار.
من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، من خلال استخدام تكنولوجيات جديدة تساهم في تخفيض احتياجات المجموعة من المياه، وفي نفس الوقت، ستؤمن فائض إمدادات للمجتمع المحلي.
تعتبر هذه المبادرة جزءاً من الجهود المستمرة لدعم أولويات المغرب في التنمية المستدامة، وتتماشى مع استراتيجية مجموعة البنك الدولي في البلاد، التي تركز على القضايا المناخية. ومن المقرر أن يتم تزويد خط الأنابيب حصرياً من خلال المصادر المتجددة بحلول سنة 2030، مما سيسهم في تحسين الوصول إلى موارد المياه المستدامة وتعزيز القدرة على التكيف مع الصدمات المناخية.
منذ عام 2021، تعمل مؤسسة التمويل الدولية ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط معاً لتطوير أنظمة غذائية مستدامة في إفريقيا، وبناء محطات للطاقة الشمسية، وتعزيز المساواة بين الجنسين. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، خصصت المؤسسة أكثر من مليار دولار أمريكي لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة في المغرب.