ماذا يوجد خلف الكواليس …؟ التعليم في المغرب وحقيقة تسييس ملف أطر الأكاديميات.

الوطن 24/ بقلم: الرحالي عبد الغفور

مند أسابيع والرأي العام المغربي يعيش على إيقاع إضرابات متفرقة للأطر الأكاديميات الراغبين بإلغاء نظام التوظيف الجهوي في قطاع التربية والتعليم وإدماجهم في المركزية بما يضرب في عمق تنزيل ورش الجهوية المتقدمة ولا تمركز الإداري وسنوات من الإصلاح الوظيفي وضرب عرض الحائط كل المصالح المشتركة للمواطنين في ضمان حق التعليم وجودته.

خلف الكواليس هناك العديد من القوى السياسية التي تسعى إلى إجهاض التطور المنشودين في قطاع التعليم بالمملكة المغربية، لعدة اعتبارات سياسوية ضيقة جدا، في مقابل غياب تام للنقابات المهنية في تبني الملف المطلبي للأطر الأكاديمية وتبرئها براءة إخوة يوسف من دمه. فماذا حدث بالفعل؟

رجوعا إلى تاريخ إدارة التربية والتعليم بالمغرب إلى يومنا هدا توالت التجارب والمباحث والإستراتيجيات التي انتهت سواء بتجيش أطر القطاع لعرقلة سيرورة نظام التعليم أو بإقالة الوزراء وتغييرهم مع استراتيجيات جديدة وكأن حظ أبناء الوطن أن تتوالى عليهم التجارب وان يكونوا فئران مختبرات و في النهاية تضيع حقوقهم وسط صراعات سياسية مادية لا يوجد فيها اي نضال من أجل المنفعة العامة للوطن، وهنا ننتج نواقص لا نوابغ ويصبح الهدف الأسمى للعائلات المغربية هو خروج فلذات كبدهم من التعليم بأقل الخسائر حيث لا يتعدى سقف طموحهم سوى أن تنتج مدارسنا موظفين لا علماء .

ان ما يحدث الآن في المغرب بعيد كل البعد عن المطالب العادلة لفئة متضررة بل هي مسرحية سياسية نسجت خيوطها وفق مصالح ضيقة دون مراعاة حقوق الآخرين.

ان الواقع سيد نفسه بحيث ان وزارة التربية والتعليم كان أداؤها جيدا خلال أزمة كورونا و حققت ما لم تحققه الدول المتقدمة و الجارة التي بدأ يزعجها أداء القطاع و نموه و حكامته في إدارة الأزمات و ما حققه الوزير أمزازي سواء من رفع ترتيب الدولي لمستوى التعليم المغربي بين دول العالم من ناحية و من أخرى ما تم كسبه من الناحية البيداغوجية والتربوية والاجتماعية والثقافية التي وفرتها الرؤيا 2015-2030، لأن القانون الإطار هو استراتيجية تنظيمية خلقت ثورة بنيوية في قطاع التعليم، و لم تدرك هده الأطر ان المطلوب اليوم هو الحد الأدنى من شروط العمل و الحد الأقصى من جودة العمل نظرا للظرفية الاقتصادية التي تمر منها المملكة المغربية حيث فقد أكثر من 500000 مواطن عملهم في حين هناك عدد أكبر من هدا بكثير لا يستطيعون توفير قوتهم اليومي، و الدولة اليوم تحاول وفق آلياتها معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لعدد كبير من المواطني .

ايها السادة المحترمون أطر الأكاديميات ان تأجيل نضالكم في هذه الظروف جزء من التضحيات التي يجب تقديمها الى الوطن وباقي المواطنين وأنتم اليوم تتوفرون على عائد شهري مريح، فهناك المئات لا يستطيعون توفير ربعه لإعالة عائلة من 5 أفراد.

أيها السادة المحترمون أطر الأكاديميات ما تطالبون به حق أريد به باطل في زمن قاسي وما تقوم به يؤثر سلبا على المجتمع خصوصا أطفالنا الدين قمتم بضخ مغالطات في عقولهم حول صورة التعليم بالمغرب وأنتم يا سادة تعرفون انكم لستم على صواب فقط لأن توقيت خروجكم غير مناسب في ظرفية حساسة جدا تزامنت مع بدأ سوق الانتخابات التحضيرية وتزامنت مع الوضعية المالية للدولة والوضعية الصحية والاجتماعية ونسيتم ملايين التلاميذ الدين ينتظرون المناهج الدراسية والامتحانات ووو.

ان كثرة النضال من أجل المنفعة المادية التي طبعت مسار نضال رجال التعليم مقارنة مع قيمة التعليم بالمغرب تجعلنا نرفع شعارات اخرى تطالب بإخضاع رجال التعليم لتقييم جودة انتاجها فلا يعقل أن تصرف الدولة الملايير سنويا لرجال التعليم بالمغرب من أجور دون وجود نتيجة ملموسة على أطفالنا الدين كرهوا المدارس والمدرسين والعائلات المغربية التي فقدت الثقة في هده المدرسين الدين انتشرت فيهم حمى حب النفس وغياب الحس الوطني ….. لم نرى يوما إضراب لهده الأطر تطالب فيه بزيادة ساعات عملها او تضرب من أجل تحسين جودة التدريس فكل ما يهمها هو مرتباتها. أما الوطن فله رب يحميه