متشرد بالمدينة

الوطن24/ بقلم: ذ. إدريس بن شامة

متسكّع في شارع المدينة الكبير..

هرب من الفراش الوتير.

مِنْ أَجْل تجْربةٍ أغْرَاه بها ذاك الحقير.

أنْظرْ ماذا فعلْت بنفْسك؟

يا غرّير!!

ها أنْت الآن لم تجدْ حتّى الحصير..

لتنام عليه في هذا الجوّ القرير.

لباسك جرّده مِنْك؛

مَنْ سبقك لهذا المصير.

تحسّ بالجوع، بالعطش..

أين منك من خبزٍ ساخنٍ وفطير!!؟

وأين منك من الماء البارد الغدير!!؟

تشرُّدٌ دفعك اليه

نقْص العقْل وقلّة التّدْبير..

أنْظرْ كيْف تَرَكْت أبويْك!!؟

يفَكّران طول الْيَوْم،

يعيشان الهمّ والتكْدير.

******************

أتدْري منْ دفعني لهذا المصير!؟

أنْت والله بلوْمك الكثير..

وعتابك بسبب او بلا سبب،

وكثْرة الكلام والتحْقير.

انظر حَوْلك!! الكلّ ينفر منك،

خلّانك حتّى اخي الصغيرْ.

ما ينفعني مالك، مركزك؟

أنْت تحسّني بالتقصير.

إني طفْلٌ ومهْما كبرْتُ،

يلْزمني العطْف والحنان،

حتّى وإنْ كنْت شرّير!؟

****************

أحبّك يا ولدي

بدوْن شرْط أوْ قيْد.

فأنْت منّي كمثْل

الْقَلْب للجسد.

عتابي لك، لا يعني

أنّك مِنْ عطْفي وحبّي تطْرد.

**************

سأغيّر من حالي،

وأبدّل لوْمي وعتابي.

بأنْ أهْدي هدايا

أقْتنيْها مِنْ مالي.

ازيّنها بحبي وحناني.

واعطّرها بعذْب كلامي ولساني،

وضمّت كبيرة من جسدي الفاني.