مدريد: العلاقات المغربية الإسبانية في أوج ازدهارها.

الوطن24/ خاص
أشادت الحكومة الإسبانية، عبر وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، بجودة العلاقات التي تجمع بين إسبانيا والمغرب، مؤكدة أنها “تمر بأفضل مراحلها على الإطلاق”.
وجاء هذا الموقف في بيان رسمي عقب اللقاء الذي جمع في باريس بين وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ونظيره المغربي ناصر بوريطة، على هامش المؤتمر الرابع للدبلوماسية النسوية.
وأكدت الوزارة أن العلاقات الثنائية تشهد طفرة غير مسبوقة، تعكسها الأرقام القياسية المسجلة في التبادل التجاري والتعاون الأمني وتدبير قضايا الهجرة، معتبرة أن هذا التنسيق “نموذج يحتذى به في المنطقة المتوسطية”.
ونشر الوزير الإسباني على حسابه الرسمي في منصة “إكس” صورة من اللقاء، كتب فيها: “أجريت مباحثات مثمرة في باريس مع نظيري المغربي وصديقي ناصر بوريطة. نواصل تعميق علاقات الصداقة والتعاون الممتازة بين بلدينا، والتي بلغت أوجها.”
ويعكس هذا التصريح الإسباني الجديد متانة الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، والتي تقوم على أسس من الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في مواصلة البناء على المكتسبات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة.
تحليل سياسي
يرى مراقبون أن هذا التقارب بين مدريد والرباط يأتي في سياق تحولات إقليمية مهمة، أبرزها تعزيز موقع المغرب كشريك استراتيجي لأوروبا في مجالات الطاقة المتجددة والأمن والهجرة. فالمملكة المغربية أصبحت لاعباً محورياً في تأمين الحدود الجنوبية للقارة الأوروبية، كما تسعى إسبانيا إلى دعم الرباط في ملفات اقتصادية كبرى مثل الربط الطاقي عبر البحر الأبيض المتوسط والمشاريع الاستثمارية المشتركة في شمال إفريقيا.
ويعتبر هذا الانسجام الدبلوماسي دليلاً على تطور الرؤية الإسبانية تجاه المغرب كشريك لا غنى عنه في استقرار المنطقة وتعزيز التكامل الأورو-إفريقي.
آفاق التعاون المستقبلي
تتجه العلاقات المغربية الإسبانية نحو مرحلة جديدة من الاندماج الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي، خاصة في مجالات الطاقة الخضراء، وتطوير البنية التحتية العابرة للحدود، وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار والتعليم العالي. كما ينتظر أن تشهد الأشهر المقبلة عقد اجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين من أجل توقيع اتفاقيات جديدة ترسخ هذا المسار التصاعدي، وتفتح آفاقاً واعدة أمام البلدين لتطوير شراكة نموذجية على مستوى الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط.
