معابر سبتة ومليلية: معاناة العابرين تحت أشعة الشمس الحارقة

في فصل الصيف، تتحول معابر سبتة ومليلية إلى نقاط توتر ومعاناة للمسافرين، حيث يجد الآلاف أنفسهم عالقين في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة. يواجه العابرون من المغرب إلى إسبانيا هذه الظروف القاسية، وسط نقص في التجهيزات اللازمة لتخفيف المعاناة. فما هي أسباب هذا الازدحام الشديد، وكيف يمكن تحسين الظروف في هذه المعابر الحيوية؟

يشهد معبرا سبتة ومليلية في فصل الصيف ضغطًا هائلًا نتيجة تدفق أعداد كبيرة من المسافرين. يعود هذا الازدحام إلى عدة عوامل، منها العطلات الصيفية، والعودة إلى الوطن للأفراد العاملين في الخارج، وتزايد الحركة التجارية. ورغم أهمية هذه المعابر، إلا أن البنية التحتية والتنظيم الإداري لا يزالان دون المستوى المطلوب للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة.

أحد أكثر التحديات التي يواجهها المسافرون هو الانتظار لفترات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة. في ظل غياب مظلات كافية أو أماكن مظللة، يتعرض العابرون لخطر الإصابة بضربات الشمس والجفاف. ولا تزال الدعوات لتحسين الظروف في هذه المعابر تتزايد، ولكن التنفيذ على أرض الواقع بطيء للغاية.

لتحسين تجربة العبور، هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة. من بين الحلول الممكنة:

زيادة عدد المسارات المخصصة للعبور: يمكن تخفيف الضغط عن المعابر بتوسيع البنية التحتية وزيادة عدد الموظفين.

توفير وسائل الراحة: تركيب مظلات وأماكن للجلوس، بالإضافة إلى توفير المياه الباردة بشكل مجاني، يمكن أن يخفف من معاناة العابرين.

التنسيق بين الجانبين المغربي والإسباني: تحسين التعاون بين السلطات على جانبي المعبر لضمان تدفق سلس ومنظم للحركة.

يروي بعض العابرين تجاربهم المريرة عند المعبر، حيث تحدث البعض عن اضطرارهم للانتظار لأكثر من 6 ساعات في ظروف قاسية، بينما أكد آخرون أن بعض الأفراد، بمن فيهم كبار السن والأطفال، تعرضوا لحالات إغماء بسبب الحر الشديد.

مع استمرار الازدحام في معابر سبتة ومليلية، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لتحسين ظروف العبور. إن توفير بنية تحتية مناسبة وخدمات أساسية يمكن أن يحول هذه المعابر من نقاط توتر ومعاناة إلى منافذ عبور سلسة وآمنة، تخدم العابرين وتعزز العلاقات بين المغرب وإسبانيا.