مقاطعة “لافاش كيري” تثير الجدل بين العرب والمسلمين: دعوات تضامن مع فلسطين أم مجرد شائعات؟

الوطن24/ خاص
تستمر حملة المقاطعة الشعبية ضد منتجات “لافاش كيري” في التوسع، حيث ينضم إليها عدد متزايد من العرب والمسلمين حول العالم، وذلك بسبب الاتهامات التي تشير إلى دعم الشركة للكيان الصهيوني. الحملة التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت بشكل كبير، مستهدفة تحفيز المستهلكين على الامتناع عن شراء منتجات الجبن الشهيرة التي تعتبر واحدة من أكبر الشركات في صناعة الألبان.
المؤيدون للمقاطعة يشيرون إلى استثمارات محتملة لشركة “لافاش كيري” في مشاريع مرتبطة بإسرائيل، وهو ما يعدونه دعماً لسياسات الاحتلال. وتعتبر هذه الحملة بمثابة تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يعتبرونه انتهاكات مستمرة لحقوقه. من جانبهم، يشدد الداعمون لهذه المقاطعة على أن خطوة الامتناع عن شراء المنتجات تمثل وسيلة للضغط على الشركات التي يتهمونها بدعم سياسات غير عادلة، داعين إلى ضرورة اتخاذ مواقف واضحة تضامنية مع القضايا العادلة.
ورغم تعبير بعض الجهات المقربة من “لافاش كيري” عن رفض هذه الادعاءات واعتبارها مجرد شائعات، إلا أن الحملة تجد دعماً واسعاً في صفوف الشارع العربي والإسلامي، حيث يطالب كثيرون بضرورة التفكير الجاد في خيارات الاستهلاك كجزء من تعزيز حقوق الشعوب المظلومة.
في المقابل، يعبر البعض عن قلقهم من الخلط بين السياسة والتجارة، مشيرين إلى أن المقاطعة قد تؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي والعمال الذين لا علاقة لهم بالقرارات السياسية للشركات. من هذا المنطلق، يدعون إلى التمييز بين المواقف السياسية ومصالح الأفراد العاملين في هذه الشركات.
ومع تصاعد الدعوات للمقاطعة، تبقى التساؤلات مفتوحة حول تأثير هذه الحملة على سياسة الشركات الكبرى مثل “لافاش كيري” ومدى استجابتها لضغوط المستهلكين. هل ستعيد الشركة تقييم علاقاتها واستثماراتها، أم ستستمر في عملها المعتاد وسط هذه الضغوطات المتزايدة؟
الأيام القادمة ستكشف لنا ما إذا كانت هذه الحملة ستنجح في التأثير على سياسات الشركات الكبرى، أم أن الاقتصاد العالمي سيظل يهيمن على القرارات الاستهلاكية بعيداً عن أبعادها السياسية.