“نايضة”.. سعيد الناصري يتحدى قيود الفن في المغرب

في خطوة جريئة تعكس رؤية الفنان وقدرته على التكيف مع التحولات الجديدة، أطلق الممثل والمخرج المغربي سعيد الناصري فيلمه الجديد “نايضة” عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفايسبوك وتيك توك، متجاوزاً القنوات التلفزيونية التقليدية في المغرب، التي كانت لسنوات طويلة المنبر الرئيسي لصناع السينما والتلفزيون.

هذا التوجه الجديد يؤكد رفض الناصري للجمود الذي يطبع المشهد الفني المغربي، حيث يعاني العديد من الفنانين من غياب الدعم وضعف الإنتاجات الإبداعية المقيدة بمعايير بيروقراطية. وباختياره القنوات الرقمية، أثبت الناصري أن الموهبة والرغبة في إيصال الرسالة يمكن أن تتجاوز أي عقبة، مشدداً على أن الإبداع الحقيقي لا يحتاج بالضرورة إلى دعم رسمي بقدر ما يحتاج إلى رؤية واضحة وشجاعة في التنفيذ.

يحمل الفيلم، الذي اختار له الناصري عنوان “نايضة”، دلالات رمزية على التمرد ضد واقع الإنتاج الفني في المغرب. الناصري، المعروف بأدواره التي تجمع بين الكوميديا والرسائل الاجتماعية، يقدم من خلال هذا العمل تجربة فنية جديدة تعكس صدى هموم المواطن المغربي البسيط. ولعل اعتماده على المنصات الرقمية بدل القنوات التلفزيونية يعكس وعياً عميقاً بتحولات الجمهور الذي بات يبحث عن محتوى قريب من الواقع، غير مقيد بمعايير قديمة.

بعبارة لاذعة، وصف الناصري القنوات التقليدية قائلاً: “اتركوها في الرطوبة حتى تتعفن”، مشيراً بذلك إلى الجمود الذي تعيشه هذه المنصات في المغرب، وعدم قدرتها على مواكبة التغيرات التي فرضها العصر الرقمي.

فيلم “نايضة” ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو رسالة من الناصري إلى كل الفنانين والمبدعين في المغرب. يؤكد من خلالها أن الفن الحقيقي قادر على الوصول إلى الجمهور بطرق غير تقليدية، خاصة في ظل وجود منصات توفر فرصة الانتشار الواسع والتواصل المباشر مع المتلقي.

بهذا العمل، يعيد سعيد الناصري تعريف الإبداع الفني في المغرب، مسلطاً الضوء على قدرة الفنان المغربي على التأقلم مع تحديات الواقع، وتحقيق النجاح خارج إطار القنوات التقليدية. “نايضة” ليس فقط عنواناً لفيلم، بل شعاراً لمرحلة جديدة من الفن في المغرب، عنوانها الحرية والجرأة والابتكار.