نهضة بركان المغربي يكتسح النادي القسنطيني ويقترب من نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية.

بأداء قوي وروح قتالية عالية، ضرب فريق نهضة بركان المغربي بقوة في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حين اكتسح ضيفه النادي القسنطيني الجزائري بنتيجة كبيرة بلغت أربعة أهداف دون رد (4-0)، واضعاً بذلك قدماً ثابتة في المباراة النهائية، ومؤكداً مرة أخرى مكانته كأحد أقوى الأندية في القارة الإفريقية.

منذ صافرة البداية، أبان الفريق المغربي عن نواياه الهجومية، مستفيداً من عاملي الأرض والجمهور، حيث ضغط لاعبوه بشكل مكثف على دفاع الخصم، وهو ما أثمر هدفاً أولاً عن طريق الشرقي البحري بعد جملة تكتيكية مميزة. واستمر زحف أبناء المدرب أمين الكرمة، ليضيف حمزة الموساوي الهدف الثاني بتسديدة قوية، قبل أن يعمّق يوسف الفحلي الجراح الجزائرية بهدف ثالث، فيما اختتمت الحصة بهدف رابع جاء من نيران صديقة.

ما قدّمه الفريق المغربي يعكس عمق العمل الفني والذهني داخل المجموعة. فالانضباط التكتيكي، والسيطرة على وسط الميدان، والتحولات السريعة نحو الهجوم، جعلت من نهضة بركان فريقاً صعب المراس أمام خصم بدا متفكك الخطوط وعاجزاً عن مجاراة الإيقاع السريع للمغاربة.

في المقابل، ظهر النادي القسنطيني بوجه شاحب، وعانى لاعبوه من ارتباك واضح وسوء في التمركز، ما سهّل من مأمورية الفريق البركاني، الذي استغل كل الأخطاء بشكل مثالي.

رغم النتيجة العريضة، فإن الحذر يظل واجباً بالنسبة للفريق المغربي، خاصة وأن مباراة الإياب ستقام على أرضية صعبة وأمام جمهور جزائري متحمّس. المدرب الكرمة سيكون مطالباً بالحفاظ على تركيز المجموعة، وتدبير اللقاء المقبل بذكاء، لتأمين التأهل دون مفاجآت.

بهذا الانتصار الكبير، يواصل نهضة بركان تمثيل المغرب قارياً بكل فخر، ويقترب من نهائي قد يحمل له فرصة التتويج بلقب جديد، يعزز رصيد الكرة المغربية في المحافل القارية، ويؤكد من جديد أن أندية المملكة باتت رقماً صعباً في معادلة الكرة الإفريقية.

ختاماً، أثبت نهضة بركان أنه ليس مجرد فريق عابر في المنافسات الإفريقية، بل مشروع كروي متكامل يطمح إلى معانقة المجد القاري من جديد، ورفع راية المغرب عالياً في سماء الكرة الإفريقية.