هيئة صناعية استشارية ترى النور في ENSAM الرباط: المغرب يخطو نحو جامعة مندمجة في النسيج الإنتاجي

الوطن24/ الرباط 

في خطوة استراتيجية تُجسد رؤية المغرب لجامعة منفتحة ومرتبطة مباشرة باقتصاده الوطني، أطلقت المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط (ENSAM) سنة 2024 الهيئة الاستشارية الصناعية (DCI)، كآلية عملية لإرساء شراكة فعالة بين الجامعة والمقاولة.

تأتي هذه المبادرة في سياق التحولات الكبرى التي يعرفها المغرب على مستوى دعم البحث التطبيقي، وتحقيق السيادة الصناعية، وتعزيز الابتكار المحلي، لتصبح الجامعة فاعلًا رئيسيًا في هذه الدينامية.

انطلاقة قوية تحت الرعاية الملكية

تم تدشين الهيئة خلال المنتدى الأكاديمي-الصناعي الأول، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبحضور مسؤولين حكوميين وشركاء يمثلون كبريات القطاعات الصناعية. وتميز اللقاء بتوقيع 16 اتفاقية شراكة فعلية، ما حول المبادرة من فكرة إلى ورش وطني مفتوح للتعاون والإنتاج المشترك.

سنة أولى… بحصيلة ميدانية لافتة

خلال عامها الأول، بصمت الهيئة على مجموعة من المحطات المهمة:

  • ماي 2025: مشاركة فعالة في افتتاح منصة “رونو للتكنولوجيا” بمدينة طنجة، أحد أبرز مشاريع المغرب في مجال الصناعة الذكية.

  • فبراير 2025: توقيع شراكة مع شركة TDM Aerospace لتعزيز التكوين والبحث في مجال الصناعات الجوية، أحد القطاعات الواعدة في المغرب.

  • فبراير 2025: تنظيم أول “يوم للصناعات الطبية”، بشراكة مع مؤسسات حكومية ومقاولات فاعلة في مجال التكنولوجيا الصحية.

من التكوين إلى التشغيل المباشر

توفر الهيئة فرصًا حقيقية لطلبة المدرسة في التدريب الميداني، وإنجاز مشاريع نهاية الدراسة داخل المقاولات، وتنظيم لقاءات دورية مع المهنيين، ما يجعل من ENSAM الرباط نموذجًا في المواءمة بين التكوين وحاجيات سوق الشغل بالمغرب.

منصة مغربية للابتكار المشترك

من خلال مشاريع بحث تطبيقي وتجارب صناعية ميدانية، تساهم الهيئة في خلق حلول واقعية داخل فضاء تشاركي يجمع بين الخبرة الأكاديمية والكفاءة الصناعية. إنها رافعة للابتكار المشترك، تدعم توجه المغرب نحو إنتاج المعرفة ذات الأثر الاقتصادي.

تجربة رائدة قابلة للتوسيع

تُقدم تجربة ENSAM الرباط نموذجًا مغربيًا طموحًا يمكن تعميمه على باقي مؤسسات التعليم العالي، في إطار رؤية وطنية جديدة لإدماج الجامعة في المنظومة الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة، مع رهان كبير على الذكاء الصناعي والتصنيع المتقدم.