وفاة إلياس الصالحي… مأساة جديدة تكشف واقع السجون المغربية

الوطن24
بقلوب يعتصرها الألم والأسى، تلقت عائلة الياس الصالحي نبأ وفاته ، وهو أحد المعتقلين الإسلاميين العائدين من سوريا، وذلك بعد تدهور حالته الصحية داخل سجن وادي زم، ونقله في وضع حرج إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، حيث أسلم الروح متأثراً بمرض عصبي خطير، وسط حديث متكرر عن الإهمال الطبي الذي يطال هذه الفئة من السجناء.
الفقيد، الذي لم تتجاوز مدة مكوثه في سوريا الثلاثة أشهر، فرّ بعدها إلى تركيا، لم تُؤخذ ملابسات خروجه وعودته بعين الاعتبار أثناء محاكمته، ليُدان بـ12 سنة سجناً نافذاً، في وقت استفاد فيه آخرون من أحكام مخففة رغم تشابه الوقائع. هذا التفاوت يثير تساؤلات عميقة حول معايير المحاكمة، ومدى مراعاة البعد الإنساني والعدالة التقديرية في التعامل مع ملفات “العائدين من مناطق التوتر”.
وفاة إلياس الصالحي، رغم كونه حالة فردية، إلا أنها تكشف عن ظاهرة أشمل، تتعلق بالإهمال الطبي داخل المؤسسات السجنية، خاصة بحق معتقلين من خلفية إسلامية، يعانون التهميش وغياب الرعاية الصحية المناسبة. فكم من سجين فارق الحياة في صمت، دون أن يحرك ذلك ضمير الجهات المعنية؟
البيان الذي توصلنا به من عائلة الفقيد، يحمل مطالب واضحة ومسؤولة، تدعو إلى فتح تحقيق عاجل في ملابسات الوفاة، وضمان حقوق السجناء، وعلى رأسها الحق في العلاج، كما يدعو إلى مراجعة الأحكام الصادرة في حق العائدين، في إطار عدالة تصالحية لا منطق العقاب الجماعي، مع ضرورة تفعيل آليات المراقبة داخل السجون، ضماناً لكرامة الإنسان.
إن وفاة إلياس الصالحي لا يجب أن تمر مرور الكرام. فهي ناقوس خطر جديد، يدعو كل الضمائر الحية، والهيئات الحقوقية، ومؤسسات الدولة، إلى مراجعة السياسات المتبعة تجاه فئة من السجناء، لا تطالب سوى بحقوقها الأساسية داخل جدران فقدت كثيراً من إنسانيتها.
رحم الله الفقيد، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وجعل هذه الفاجعة دافعاً للتصحيح، لا رقماً جديداً في سجل الإهمال.