وقف الحرب في غزة: تظاهرة حاشدة في طنجة تعبيرًا عن تضامن المغرب الكامل مع القضية الفلسطينية.

الوطن24/ كادم بوطيب
في خطوة تعبيرية عن فرح ممزوج بالحزن وتأكيدًا على دعم غير مشروط، نظمت ساكنة مدينة طنجة، مساء الأحد 19 يناير الجاري، تظاهرة حاشدة احتفاءً بوقف الحرب في غزة، في مشهد جسد التضامن العميق والشامل مع الشعب الفلسطيني. التظاهرة لم تكن مجرد حدث احتفالي عابر، بل كانت مناسبة لتأكيد موقف مدينة طنجة والمغرب بشكل عام من القضية الفلسطينية، وتعبيرًا عن دعم غير مشروط لهذا الشعب الصامد في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
تظاهرة حاشدة دعمًا لغزة
مدينة طنجة، التي لطالما كانت في مقدمة المدن المغربية التي تدعم القضايا العادلة، خرجت عن بكرة أبيها في هذا الحدث الشعبي الكبير. وعلى الرغم من الفرحة التي غمرت الشوارع، إلا أن هذا الاحتفال لم يخفِ القلق المستمر حيال ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال. رفع المشاركون في التظاهرة شعارات تدعو إلى الوحدة، المقاومة، ورفض الظلم، وكان أبرزها شعارات مثل “باليد اليد اليد، غزة قوية.. مقاومة قوية”، و”ارفع شارة الانتصار.. ولغزة تحية.. للكتائب تحية.. أبو عالي تحية”.
وتعكس هذه الشعارات الالتزام العميق للقضية الفلسطينية في ضمير الشعب المغربي، وتؤكد على أن دعم فلسطين ليس مسألة عابرة بل قضية مصيرية تحتاج إلى تضامن مستمر. وتُظهر هذه التظاهرة الفارق الكبير الذي تحدثه المواقف الشعبية في التضامن مع القضايا الإنسانية الكبرى.
التزام طويل الأمد بالقضية الفلسطينية
تعتبر هذه التظاهرة استمرارًا للموقف التاريخي لساكنة طنجة والمغرب عمومًا في دعم القضية الفلسطينية. فمنذ سنوات، والمغرب يعرف من خلال مدنه الكبرى والصغرى تنظيم وقفات تضامنية أسبوعية وشهرية، حيث يتجمع المواطنون للتعبير عن تأييدهم لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضهم لممارسات الاحتلال. هذه الوقفات لم تكن مجرد تظاهرات بل كانت بمثابة رسائل تذكير للعالم بضرورة وقف القمع وفتح الأفق أمام تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
لقد كانت طنجة، على مر العصور، من أبرز المدن المغربية التي أعربت عن دعمها الصادق والمستمر لقضية فلسطين. وتواصل المدينة تقديم الدعم المادي والمعنوي، كما أن احتشاد هذا العدد الكبير من الناس في الشوارع مساء الأحد يعكس بوضوح هذا الالتزام الثابت. وبالنظر إلى المواقف السياسية الرسمية، فإن المغرب بقيادة ملكه، ظل دائمًا مدافعًا قويًا عن حقوق الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية.
شعارات تدعو للوحدة والتعاون
المحتجون في طنجة لم يقتصروا على رفع الشعارات التي تؤكد دعمهم لغزة فحسب، بل أكدوا على أهمية الوحدة العربية والتعاون بين مختلف الشعوب في مواجهة التحديات التي يواجهها الفلسطينيون. “دعم غزة هو دعم للقضية الفلسطينية” كان شعارًا رئيسيًا بين الحشود، يعكس حقيقة أن النضال من أجل حقوق الفلسطينيين ليس مجرد موقف عابر بل قضية مستمرة تقتضي التفاف الجميع حولها.
كما أكد المشاركون على أن العودة إلى السلام العادل والمستدام لن تتحقق إلا عبر احترام حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار المفروض على غزة. وكانت هذه التظاهرة بمثابة رسالة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفعلي من أجل تحقيق السلام العادل.
تظاهرة طنجة: رسالة تضامن قوية من المغرب
الاحتشاد الكبير في طنجة كان أيضًا رسالة واضحة للعالم بأسره، مفادها أن الشعب المغربي، وبخاصة سكان طنجة، لن ينسوا فلسطين ولن يتخلوا عن دعمها. كانت التظاهرة بمثابة تأكيد على أن القضية الفلسطينية في قلب كل مغربي، وأن دعم فلسطين ليس مجرد موقف سياسي بل هو انتماء إنساني عميق.
وفي الوقت الذي توقف فيه القتال في غزة، تظل آمال الشعب الفلسطيني معلقة في تحقيق حل عادل يضمن حقوقه ويوقف معاناته المستمرة. ورغم التوقف المؤقت للاقتتال، لا تزال الأنظار تتجه إلى جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلول حقيقية للأزمة. لكن مع هذه المواقف التضامنية المستمرة، يظل الأمل في أن يتحقق العدالة لفلسطين في المستقبل القريب.
خــــــــلاصة
إن تظاهرة طنجة في 19 يناير كانت أكثر من مجرد احتفال بوقف الحرب في غزة. كانت تأكيدًا على أن ساكنة طنجة والمغرب بأسره، يقفون دائمًا في صف العدالة والحقوق، وأن فلسطين، رغم كل ما تمر به من تحديات، ستظل في قلب كل مغربي. هذه التظاهرة كانت بمثابة تأكيد على أن الشعب المغربي، بكافة فئاته، متمسك بقوة بحقوق الشعب الفلسطيني ويدعمه بكل السبل، سواء عبر المواقف الشعبية أو الدعم الرسمي على الساحة الدولية.