و للوطن في عُماله شؤون …!

الوطن24/ بقلم: الباتول السواط
“نريد في هذه المناسبة أن نعرض لمفهوم الجديد للسلطة وما ترتبط بها، المبني على رعاية المصالح العمومية والشؤون المحلية وتدبير الشأن العام والمحافظة على السلم الاجتماعي.. وهي مسؤولية لا يمكن النهوض بها داخل المكاتب الادارية التي يجب أن تكون مفتوحة في وجه المواطنين، ولكن تتطلب احتكاكا مباشر بهم وملامسة ميدانية لمشاكلهم في عين المكان واشراكهم في ايجاد الحلول المناسبة والملائمة …”من الخطاب الملكي 12 أكتوبر 1999.
مناسبة القول أنه في ظل جائحة “كورونا ” وكثرة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي يعيش تحت وطئتها المجتمع المغربي بكل فئاته، كنا ولازلنا كجمعية وطنية لمهنيي قطاع تموين وتنظيم الحفلات والتظاهرات نحاول بكل حس وطني أن نساعد بعضنا البعض بشكل تضامني حيث العناء هو العنوان العريض والمصاحب لأسرتنا المهنية نظرا لما رافق الجائحة من انعكاسات وخيمة على القطاع وعلى آلاف الأسر التي لا تعرف مصدر رزق غير هذه المهن، بالتالي ضاقت السبل لنبدأ بفتح دائرة التفكير الجماعي مُحاولين ايجاد مخارج حُلول مع مؤسسات الدولة باختلاف صفاتها ومستوياتها الترابية.
وانطلاقا من ايماننا الراسخ أننا نعيش في ظل دولة تسعى لبناء وطن يتسع للجميع يُكرس مبدأ تكافؤ الفرص يُحقق المساواة بين مواطنيه لتحقيق التنمية و تطلعات قيادتنا الحكيمة، ومن هذا المنطلق أن قناعتنا كإطار واسرة جمعيتنا في مختلف ربوع المملكة على أنّ لغة الحوار هي المخرج الوحيد في ظل الفرص التي أنتجتها سياسات الدولة في إطار مخططاتها للاستجابة للاحتياجات العامة من خلال طرح عديد البرامج العمومية لدعم القطاعات المتضررة من انعكاسات الوباء، بالرغم أننا نسجل في المكتب التنفيذي التفاعل السلبي لمجموعة من الهيئات الحكومية الوطنية منها أو الجهوية أو الاقليمية ..
إلا أننا نسجل بفخر ما قام به عامل صاحب الجلالة على اقليم ” بوجدور ” السيد ” براهيم بن براهيم ” بمعية الكاتب العام للعمالة من تفاعل ايجابي بمقاييس وطنية عالية مع فرعنا بنفس الاقليم بأسلوب انساني كنموذج مثالي لرجال السلطة المعول عليهم للانتقال للضفة الثانية ( الدولة المواطنة ) الذين أثبتوا أن هنالك فعلا على أرض الواقع تجليات ” المفهوم الجديد للسلطة “، حيث انه استطاع عبر ما قدموه من يد عون وطوق نجاة لمجموعة من الاسر المعتزة لمغربيتها بإيجاد مصدر رزق لإعانة أبنائهم وتدبير حوائجهم اليومية، وذلك في إطار “برنامج بوجدور مبادرة ” ومن خلال تكريس مفهوم “المقاولة المواطنة ” عبر التوسط لتشغيل العديد من ارباب الاسر الفئات المتضررة المتوقفة نشاطها الاقتصادي في قطاع تموين الحفلات سواء بالكساد الحاصل للمجتمع أو الالتزام بمقتضيات “حالة الطوارئ ” رغم الاضرار والخسائر الفادحة التي تكبدتها في ظل هذه الأزمة دون أي التفاتة من الحكومة لهذا القطاع على غرار عديد القطاعات الأخرى .
لهذا كان لزاما علينا أن نبرز وننوه بهذا التجلي العملي للمفهوم الجديد للسلطة خاصة في لحظات الأزمات، لعل هذا المثال الصريح الملموس أن يكون ايجابي ودافعا لتحفيز باقي ممثلي جلالة الملك للالتفات للحالات الانسانية خاصة الممتهنين لهذا القطاع ولكل الفئات التي تستحق بالفعل الاستفادة من هذه البرامج سواء معطلين أو النساء المعيلات والمياومين… وغيرهم ممن ضاق بهم الحال.
