يونس السكوري في عزلة داخل “البام”: هل اقتربت نهاية مساره السياسي في المغرب؟

يبدو أن وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، يعيش مرحلة غير مسبوقة من التهميش داخل حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما أصبح حضوره في اجتماعات الحزب شكليًا دون أي تفاعل يُذكر مع قياداته، خاصة رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري. فخلافه مع الحزب لم يعد خافيًا، حيث وصلت العلاقة إلى مستوى القطيعة الصامتة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبله السياسي داخل هذا التنظيم في المغرب، الذي كان وراء صعوده إلى الحكومة.

تكمن جذور الخلاف بين السكوري وقيادة “البام” في ملف التشغيل، الذي يُعدّ من أبرز الأوراق السياسية للحكومة المغربية الحالية. فقد أطلق الوزير خطة تشغيل جديدة بتنسيق مباشر مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، دون أن يُشرك فيها قيادة حزبه، وهو ما أثار استياء “الباميين”، الذين رأوا في هذه الخطوة إقصاءً لهم من ملف حيوي كان يجب أن يخضع لنقاش داخلي قبل إقراره.

المكتب السياسي للحزب لم يتأخر في توجيه انتقادات لاذعة للوزير، معتبرًا أن خطته لا تعكس رؤية الحزب لحل أزمة البطالة في المغرب. بل إن مصادر من داخل الحزب تشير إلى أن “البام” كان يطالب بمقاربة شاملة للتشغيل تشمل جميع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، بينما فضل السكوري التعامل مع الملف بمنطق حكومي منفرد، ما جعله في مواجهة مفتوحة مع رفاقه داخل التنظيم.

حسب مصادر مطلعة، بات السكوري معزولًا داخل الحزب، حيث يحضر الاجتماعات لكنه لا يحظى بالتفاعل المعتاد من قياداته. “لا أحد يسلم عليه، ولا أحد يتحدث معه”، تؤكد المصادر، في مشهد يعكس تهميشًا مقصودًا قد يكون مقدمة لإبعاده نهائيًا عن الحزب. هذا الوضع يعيد إلى الأذهان سيناريو صلاح الدين أبو الغالي، القيادي السابق في “البام”، الذي وجد نفسه خارج الحزب بعدما دخل في خلافات مع قيادته.

الخلاف بين السكوري وقيادة “البام” لا يمكن عزله عن سياق أوسع من التوتر بين الحزب وحليفه في الحكومة، التجمع الوطني للأحرار. فحزب الأصالة والمعاصرة أبدى في أكثر من مناسبة تحفظاته على طريقة تدبير بعض الملفات داخل الأغلبية الحكومية في المغرب، وسبق أن انتقد التعاطي الحكومي مع أزمة البطالة، معتبرًا أن الحلول المقترحة تفتقر إلى الشمولية والرؤية البعيدة المدى.

ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، يبدو أن “البام” يسعى إلى إعادة ترتيب أوراقه الداخلية، وربما التخلص من بعض الأسماء التي لا تنسجم مع خطه السياسي. فهل يكون يونس السكوري ضحية هذا التوجه؟ وهل ستدفعه العزلة داخل الحزب إلى البحث عن وجهة سياسية جديدة في المغرب؟ أسئلة تبقى مفتوحة على احتمالات عديدة، خاصة إذا استمر التوتر داخل الأغلبية الحكومية.