أطباء المستقبل في المغرب بين الإهمال والصمت: أين موقف التنظيمات المهنية والنقابات مما يجري في كلية الطب والصيدلة؟

في ظل الأوضاع التي تعيشها كليات الطب والصيدلة في المغرب، يجد الطلبة والطبيبات أنفسهم وسط معركة مفتوحة ليس فقط مع تحديات الدراسة، بل مع نظام تعليمي يبدو في بعض الأحيان أنه غير عادل ويعاني من سوء التدبير. يواجه هؤلاء الشباب مشاكل متعددة، من نقص التدريب العملي الجيد إلى ظروف غير ملائمة للدراسة والإقامة، ناهيك عن غياب رؤية واضحة لمستقبلهم المهني.

ورغم كل هذه التحديات، تظل أصوات التنظيمات المهنية للأطباء والنقابات التي تمثل الأطباء غير مسموعة بشكل كافٍ. يتساءل كثيرون عن غياب موقف حازم من هذه الجهات التي من المفترض أن تدافع عن حقوق جميع الأطباء، سواء كانوا محترفين أو طلبة وطبيبات المستقبل. أين التضامن وأين الاحتجاج؟ ألا يستحق هؤلاء الطلبة، الذين سيصبحون عماد النظام الصحي في المستقبل، موقفًا حازمًا ورافضًا للاستهتار بحقوقهم؟

في الأونة الأخيرة، شهدت الساحة الأكاديمية والطبية حراكًا طلابيًا متزايدًا من طلبة كليات الطب والصيدلة، الذين يحتجون على الظروف التي لا تلبي تطلعاتهم ولا توفر لهم البيئة التعليمية المناسبة. يعاني الطلبة من نقص المعدات، ضعف التكوين العملي، وأحيانًا غياب الفرص التي تؤهلهم ليصبحوا أطباء ناجحين قادرين على خدمة المجتمع.

رغم ذلك، يبدو أن التنظيمات المهنية والنقابات الطبية تلتزم الصمت في معظم الأحيان، أو تكتفي ببعض البيانات العامة التي لا ترقى إلى مستوى الحراك الذي يتطلبه الوضع. وفي هذا السياق، يتساءل الطلبة: أين موقف هذه التنظيمات من التنكيل الذي يتعرضون له؟ لماذا لا يتم تنديد صريح وواضح بالسياسات التي تؤدي إلى تهميشهم؟ وأين هو الدعم الذي يستحقونه في هذا الوقت الحرج؟

هؤلاء الطلبة ليسوا فقط مطالبين بإثبات أنفسهم في مقاعد الدراسة، بل أيضاً بمواجهة واقع مهني يزداد تعقيدًا. الحكومة والمسؤولون عن القطاع الصحي يعلنون عن خطط ضخمة لتطوير القطاع، لكن دون إشراك حقيقي للطلبة في هذه الإصلاحات، مما يزيد من شعورهم بالإحباط.

النقابات المهنية التي تمثل صوت الأطباء لديها مسؤولية كبيرة، ليس فقط تجاه أعضائها الحاليين، بل تجاه كل من يسير في طريق الطب. الطلبة والطبيبات الذين يعانون اليوم هم أطباء الغد، وإهمال حقوقهم وظروفهم اليوم يعني تأخير في تحسين النظام الصحي في المستقبل. النظام الصحي الذي يحتاج إلى كفاءات وخبرات، لا يمكنه أن يتحمل تهميش هؤلاء الذين سيشكلون عصب المهنة.

إذًا، حان الوقت للتنظيمات المهنية والنقابات الطبية لأن تخرج عن صمتها. يجب أن تتخذ موقفًا صريحًا وواضحًا لدعم هؤلاء الطلبة. التضامن مع مطالبهم العادلة، والضغط على الجهات المسؤولة لتحسين الظروف الأكاديمية والتدريبية لهم، ليس خيارًا بل واجبًا.