أغنية الإلترا – إتحاد طنجة

الوطن 24/ بقلم: عبد الله الجباري الحسني

عبد الله الجباري الحسني

أن يأتي شباب في مقتبل العمر إلى مدرجات الملعب لمساندة فريقه المفضل، أمر عادي وجميل أن يرفع أناشيد بمثابة شعارات سياسية أمر مقبول عند البعض مرفوض عند آخرين أن يرفع أناشيد وأهازيج دالة على اليأس من الوطن والقنوط في رحابه أمر يحتاج وقفة خرجت أغاني رياضية من مدرجات ا لرجاء البيضاوي، وبعدها من مدرجات الوداد، كلماتها تحتاج إلى دراسة عميقة، إنها بمثابة إنذار شبابي لم يجد متنفسا في الشوارع العامة خوف الإعتقال، فلجأ إلى التنفيس في مدرجات الملاعب ظنا منه أن لها حماية وحرمة.

ألم يقولوا في بلادي ظلموني؟ اليوم، جماهير اتحاد طنجة تجاوزت كل الحدود وتجاوزت كل المعقول ——

طنجاوا ومعانا ربي وربي ما ينسانا زهرنا مخبي مور البحور حدانا ويلا ضاع le pssé نخمموا في manana ساكاضو في ظهري والغربة بين عاينيا por favor يا بحري قطعني ودير مزيا هنايا ضايع صغري ربي اللي عالم بيا ………. إلخ

الأنشودة التي يحفظها الزرق عن ظهر قلب، ويتفاعلون معها بانسيابية وخشوع دون تلعثم. أنشودة كلها يأس من الوطن وأمل في شمال المتوسط وراء البحر.

أنشودة تعلن إفشال برامج وطنية ودولية مثل برنامج محاربة الهجرة غير الشرعية.

رغم الملايير التي أنفقت على المشروع، فإن الشباب لم تمح من ذاكرتهم، ولم يزيلوها من مشاريعهم الهجرة مشروع كل هؤلاء الشباب رغم أنهم يعرفون آهاتها وآلامها إنهم يعتبرون الماضي في هذا البلد ضياعا لذا يفكرون في الغد ما أقسى هذه العبارة؟ هذه الأنشودة لوحدها، لو غناها الإلتراس في النرويج أو كندا، لاجتمعت الحكومة على عجل، ولاجتمع البرلمان بغرفه الدنيا والوسطى والعليا لمناقشة الأمر، أما في المغرب، فقد تجد برلمانيا كالدابة يكرر ألفاظ الأغنية ويدندن بها في الطريق السيار وهو متوجه إلى الرباط لحضور جلسات البرلمان دون أن توقظ فيه حسا أو تحرك فيه بلادة.

إذا كان أبناء قلعة السراغنة قد رموا بأنفسهم في بحر المحمدية وأدموا قلوب العالم، فما بالك بالطنجاوي الذي لا تفصله عن الجنة المأمولة سوى فاصل بحري ضيق جدا، ونصف ساعة من المغامرة.

إن الإلترا بطنجة لم يضحكوا… ليسوا في هزل… كلامهم جد في جد.

الإنسان المغربي كان يبحر من شاطئ مولاي بوسلهام إلى اسبانيا. وفي هذه المغامرة مخاطرة ما بعدها مخاطرة.

أما أن يرمي بنفسه من شاطئ المحمدية، فهذا لا يقبله عاقل في العالم لماذا هاجروا من المحمدية؟ إنه اليأس.

بعد الحادث المأساوي لم تجتمع اللجن المركزية والمجالس الوطنية للأحزاب الديمقراطية والوطنية والإدارية والإسلامية والشيوعية واليسار الموحد وفيدرالية اليسار واليسار الجذري.

ولم تجتمع على عجل أجهزة النقابات العمالية لا يبالون.

إنها لحظة فارقة وخطيرة.

تحتاج وقفة وطنية حقيقية