أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا.. مشروع استراتيجي يعزز مكانة المغرب الطاقية والتشغيل بحلول 2029.

الوطن24/ خاص
يشهد مشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا تقدماً ملحوظاً، حيث أكد المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أن الأشغال التحضيرية وصلت إلى مراحل متقدمة، مع توقع بدء التشغيل التدريجي للأنبوب بحلول عام 2029. ويُعد هذا المشروع أحد أكبر المشاريع الطاقية في إفريقيا، حيث يسعى المغرب إلى ترسيخ مكانته كمحور استراتيجي للطاقة، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين القارة وأوروبا، وضمان أمن الطاقة لمجموعة من الدول التي يمر عبرها الأنبوب.
تقدم ملموس في المراحل التحضيرية
خلال عام 2024، استُكملت الدراسات التفصيلية الخاصة بالمشروع، كما تم الانتهاء من التقييمات البيئية والاجتماعية وفق المعايير الدولية. وأكدت الجهات المسؤولة أن المفاوضات حول الاتفاق الحكومي الدولي بين المغرب ونيجيريا والدول المعنية وصلت إلى مراحلها النهائية، حيث يُنتظر المصادقة عليها خلال الأشهر المقبلة.
وبالتوازي مع ذلك، من المتوقع اتخاذ القرار النهائي بالاستثمار في المشروع خلال النصف الأول من عام 2025، وهو ما سيفتح المجال لإنشاء الهيئات المشرفة على تنفيذه، بما في ذلك “السلطة العليا” المكلفة بالإشراف على سير المشروع، إلى جانب شركة خاصة ستتولى مهام البناء والتشغيل والصيانة. ويُظهر هذا التقدم التزام المغرب بتنفيذ هذا المشروع وفق الجدول الزمني المحدد، مما يعزز موقعه كمحور رئيسي لنقل الطاقة نحو أوروبا.
رهانات اقتصادية وتنموية كبرى للمغرب وإفريقيا
لا يقتصر مشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا على كونه مشروعاً طاقياً ضخماً، بل يُشكل رافعة اقتصادية لدول غرب إفريقيا، حيث من المنتظر أن يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب مساهمته في تسريع الوصول إلى الطاقة وتنمية القطاعات الصناعية. ويؤكد المغرب من خلال هذا المشروع استراتيجيته لتعزيز استخدام الغاز الطبيعي كمصدر طاقة رئيسي، مما يعزز موقعه كفاعل رئيسي في السوق الطاقية الإقليمية والدولية.
الآفاق المستقبلية للمغرب والمشروع
مع اقتراب دخول المشروع مرحلة التنفيذ الفعلي، يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع الطاقة بالقارة الإفريقية، كما سيُشكل جسراً استراتيجياً بين إفريقيا وأوروبا، خاصة في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بأمن الطاقة عالمياً. ورغم التحديات التقنية واللوجستية، فإن التزام المغرب ونيجيريا والدول الشريكة يُظهر بوضوح الإرادة السياسية القوية لإنجاح هذا المشروع الطموح.
إذا سارت الأمور وفق الجدول الزمني المحدد، فسيكون عام 2029 محطة مفصلية في تاريخ الطاقة بإفريقيا، حيث سيتحول أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا من مجرد حلم إلى واقع يُعزز الاستقرار الاقتصادي للمغرب ويُمهد لمستقبل طاقي أكثر استدامة.