أين الدبلوماسية المغربية في كندا؟ استقالة ترودو قد تفتح الباب لفرصة سياسية نادرة.

الوطن24/ خاص
مع تصاعد التكهنات بشأن احتمال استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، تتجدد التساؤلات حول جاهزية الجالية المغربية ومؤسساتها للاستفادة من هذه التطورات السياسية. هل يمكن أن تكون هذه اللحظة الحاسمة فرصة لتثبيت حضور مغربي قوي على الساحة السياسية الكندية؟
إذا قرر ترودو التنحي، فإن زعيم الحزب الليبرالي الجديد سيصبح رئيساً للوزراء تلقائياً دون الحاجة إلى انتخابات عامة. هذه الآلية تفتح أمام الجالية المغربية نافذة استثنائية قد تُمكّن أحد أفرادها من دخول دائرة القرار السياسي الأعلى في كندا.
قصور في أداء المؤسسات المغربية بكندا
رغم النجاحات الفردية التي حققها أبناء الجالية المغربية في كندا، إلا أن الأداء المؤسسي للدبلوماسية المغربية والجمعيات المهتمة بالجالية يظل محط انتقاد. المؤسسات التي يُفترض أن تدافع عن مصالح الجالية وتدعم طموحاتها السياسية غالباً ما تنشغل بأنشطة اجتماعية أو ثقافية دون أن ترقى إلى مستوى التحديات السياسية.
الجمعيات المغربية المدعومة من المغرب تبدو عاجزة عن التحول إلى أدوات ضغط حقيقية داخل الأحزاب الكندية. في حين أن مجلس الجالية المغربية بالخارج والمعهد الثقافي المغربي في مونتريال لم يُظهرا بعد القدرات الكافية لدعم مغاربة كندا في تحقيق حضور سياسي مؤثر.
فرصة تاريخية لتغيير المعادلة
استقالة محتملة لترودو تمثل فرصة نادرة للجالية المغربية لإحداث اختراق سياسي. الدفع بمغربي أو مغربية لتولي منصب قيادي داخل الحزب الليبرالي، وبالتالي رئاسة الوزراء، يتطلب:
- دبلوماسية نشطة وفعالة: تنسق بين السفارة المغربية وأفراد الجالية لدعم الكفاءات السياسية.
- خطة استراتيجية مدروسة: تهدف إلى تكوين قيادات مغربية داخل الأحزاب الكندية.
- زيادة وعي الجالية: بأهمية العمل السياسي كوسيلة لتحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد.
إعادة تقييم الأولويات
الوضع الراهن يستدعي إعادة تقييم أداء المؤسسات المغربية في كندا. هل نجحت السفارة والجمعيات في تحويل الجالية إلى قوة سياسية مؤثرة؟ أم أنها اكتفت بتنظيم فعاليات شكلية بعيدة عن عمق التحديات؟
الجالية المغربية في كندا لديها الإمكانيات لتحقيق إنجازات غير مسبوقة. استغلال هذه الفرصة يحتاج إلى رؤية واضحة، عمل جماعي، والتزام قوي من جميع الأطراف.
هل ستتمكن الجالية المغربية من فرض وجودها في هذه اللحظة التاريخية؟ أم أن القصور الحالي سيُهدر فرصة أخرى كانت ستضع المغرب والجالية في مقدمة المشهد السياسي الكندي؟
الوقت الآن لا يسمح بالتردد، بل يتطلب تحركاً حقيقياً يجعل من هذه الفرصة سابقة تفتخر بها الأجيال القادمة.