إبراهيم دياز: الموهبة المغربية التي تُدفن على دكة أنشيلوتي!

الوطن24/ عبد الهادي العسلة
إبراهيم دياز، الاسم الذي أصبح حديث الجماهير في كل مرة تُتاح له دقائق معدودة لإظهار مهاراته الاستثنائية، يواجه تحدياً غريباً داخل ريال مدريد. الموهبة المغربية التي أبهرت العالم بلمساتها السحرية، تجد نفسها على الهامش تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي يبدو أنه لا يمنح اللاعب الشاب التقدير الذي يستحقه.
في المباراة الأخيرة، عاش إبراهيم دياز لحظات محبطة وهو يؤدي عمليات الإحماء لأكثر من 30 دقيقة. وعندما وقف أمام خط التبديل، متأهباً لدخول الملعب، اضطر للانتظار أكثر من ثلاث دقائق قبل أن يمنحه المدرب فرصة اللعب في الدقيقة 87. قرار أثار استغراب الجماهير، خاصة في ظل الحاجة الواضحة لإبداعات دياز في اللحظات التي كان الفريق فيها يبحث عن حلول هجومية.
المفارقة تكمن في أن إبراهيم دياز ليس مجرد لاعب عادي؛ هو صانع ألعاب من الطراز الرفيع، يتمتع بمهارات فنية استثنائية ورؤية متقدمة للملعب. لاعب قادر على تغيير مسار أي مباراة بتمريرة واحدة أو لمسة حاسمة. الجماهير المغربية والعاشقة لكرة القدم تتساءل: كيف يمكن لمثل هذه الموهبة أن تُهمّش بهذه الطريقة؟
أنشيلوتي، الذي يُعرف بقدرته على إدارة النجوم، يضع نفسه أمام أسئلة محرجة: هل يعي ما يفوته بعدم منح إبراهيم دياز دقائق لعب كافية؟ هل هناك أسباب فنية حقيقية لهذا التهميش أم أن قرارات المدرب تحكمها اعتبارات أخرى؟ وكيف يمكن تفسير تجاهل لاعب أثبت نفسه بجدارة خلال فترة إعارته لميلان وكان عنصراً حاسماً في نجاحات الفريق الإيطالي؟
الجماهير المغربية، التي تتابع باهتمام كل خطوة لأبنائها في الملاعب الأوروبية، تطالب برؤية دياز في مكانه الطبيعي على أرض الملعب. فاللاعب الذي يحمل آمال شعب بأكمله يستحق أن يكون ضمن الخطط الأساسية، لا أن يظل حبيس الدقائق الأخيرة.
إبراهيم دياز، رغم التهميش، لم يتوقف عن إثبات أنه أحد أبرز المواهب المغربية في الملاعب الأوروبية. لكن يبقى السؤال: هل سيتغير موقف أنشيلوتي في المستقبل القريب؟ أم أن هذه الموهبة ستظل مدفونة حتى تقرر الرحيل إلى فريق يمنحها التقدير الذي تستحقه؟
الكرة الآن في ملعب أنشيلوتي، والجماهير تنتظر الإجابة، لأنها تعلم أن إبراهيم دياز ليس مجرد لاعب عابر، بل هو جوهرة كروية لا تُقدر بثمن.