إسبانيا: الاعتداء على مواطن مغربي داخل قنصلية مورسيا يثير الغضب ويستدعي تحقيقاً عاجلاً

تعرض مواطن مغربي لاعتداء مهين وغير مبرر من طرف رجل أمن داخل القنصلية المغربية في مدينة مورسيا الإسبانية، مما أثار غضباً عارماً واستنكاراً واسعاً بين أفراد الجالية المغربية والمواطنين المغاربة بشكل عام. هذا الحادث، الذي وصفه البعض بالمخزي والمخجل، يعكس مستوى مقلقاً من عدم الاهتمام بتوفير بيئة تليق بالمواطنين المغاربة داخل القنصليات، التي يُفترض أن تكون ملاذاً آمناً وداعماً لهم، خاصة في بلد غريب.

تشير التفاصيل المتوفرة حول الواقعة إلى أن المواطن المغربي تعرض للإهانة والمعاملة القاسية بشكل غير مبرر من طرف موظفين داخل القنصلية، وهو تصرف يتنافى مع أسس الأخلاق المهنية التي تلتزم بها الدبلوماسية المغربية. وقد اعتبر العديدون أن هذه الواقعة تمثل خرقاً لحقوق الإنسان وتتنافى مع الرسائل التي دأب العاهل المغربي الملك محمد السادس على تأكيدها في خطاباته حول أهمية تحسين علاقة الإدارة بالمواطنين وتسهيل سبل تواصلهم مع المؤسسات المعنية بقضاياهم واحتياجاتهم.

لطالما أكد الملك محمد السادس على ضرورة تقريب الإدارة من المواطنين وتسهيل تواصلهم مع مؤسسات الدولة داخل وخارج المغرب، مشدداً على أهمية التعامل باحترام وإيجاد حلول فعالة لمشاكلهم. إن حماية كرامة المواطن المغربي تُعَدّ ركيزة من ركائز الخطاب الملكي السامي، وواجباً على جميع المؤسسات الالتزام به وترسيخه. غير أن ما حدث في مورسيا يُظهر ضعفاً في تطبيق هذه التوجيهات ويعكس عدم استعداد بعض الموظفين لتحمل مسؤولياتهم تجاه المواطنين.

لقد زادت هذه الحادثة من المطالب الشعبية بفتح تحقيق عاجل وشامل لمعرفة تفاصيل الاعتداء، ومحاسبة كل من تورط في هذا الفعل المخزي. من المهم أن تُظهر الدولة التزامها بتطبيق القانون بشكل شفاف، وأن تضمن عدم تكرار مثل هذه الوقائع التي تؤثر سلباً على صورة المغرب وتضعف الثقة في المؤسسات الدبلوماسية. الشفافية والمساءلة هما السبيل لضمان حقوق المواطنين وحماية كرامتهم في الداخل والخارج.