المغـرب: إعتقال الناشط الجمعوي المصطفى حجاجي على خلفية انتقاداته اللاذعة لعملية الهدم التي طالت جماعة المنزه

الوطن24/ متابعة
عادت السلطات مرة أخرى إلى وضع الناشط الجمعوي المصطفى حجاجي رهن الإعتقال الاحتياطي في انتظار تقديمه أمام النيابة العامة للمرة الثانية في أقل من شهر على إطلاق سراحه في قضية مشابهة، حيث أفادت مصادر محلية متطابقة، أن عناصر من مركز الدرك الملكي بعين عودة قامت باقتياده زوال يوم الجمعة 22 شتنبر.
يأتي ذلك على بعد أقل من شهر على إطلاق صراحة على خلفية قضية أخرى كانت تتعلق باتهامه من طرف نفس السلطات المحلية بتهمة تحريض ساكنة دوار ولاد مبارك و”الإساءة” للسلطات العمومية، الأمر الذي نفاه عدد من ساكنة الدوار معتبرين أن استهداف السلطات المحلية بجماعة المنزه للفاعل الجمعوي المصطفى جحاجي سببه الحقيقي هو محاولة تخويفه واسكاته وثنيه عن الدفاع عن حقه باعتباره ناشطا جمعويا ومتضررا من عملية الهدم التي طالت منزله بنفس الدوار والترحيل القسري التي تعرض له شأنه في ذلك شأن ساكنة دوار ولاد امبارك ودوار ولاد بوطيب، خصوصا وأن الناشط المصطفى حجاجي عُرف بدفاعه المستميث عن حقوق الساكنة وانتقاداته اللاذعة للسلطات العمومية والمنتخبة معا، حيث كان يطالب مرارا وتكرارا بفتح تحقيق في ملف برنامج إعادة الهيكلة والكشف عن المسؤولين الحقيقين الذين تواطؤا لإقبار هذا المشروع الذي كان من المزمع تنزيله بجماعة المنزه على مساحة 53 هكتار قبل أن تعبث به أياد خفية، بل ان الناشط حجاجي لطالما كان يسائل السلطات حول الحلول والبدائل التي من الواجب توفيرها للساكنة من قبيل إعادة إسكان المتضررين بعين المكان أو توفير وعاء عقاري بديل في حال اقتضت المنفعة العامة نزع العقار المذكور من أصحابه، إضافة إلى تعويض الساكنة عن عملية الهدم التي طالت مساكنهم، وكذا تعويض أصحاب البقع الأرضية، ناهيك عن مطالبته بتعويضات عن الكراء ومصاريف الترحيل للمتضررين الذي هدمت مساكنهم دون أدنى تفكير في مصيرهم، الأمر الذي كان يتسبب في كثير من الإحراج للسلطات المسؤولة عن الهدم، كما ان حجاجي كان يصرح بأن عملية الترحيل تمت في غياب أدنى الشروط القانونية والإنسانية، حيث لم يتم إخبار الساكنة بالافراغ إلا أيام قليلة قبل الشروع في الهدم غدات عيد الأضحى الفائت.
هذا، وقد أعاد قرار اعتقال الناشط الجمعوي المصطفى جحاجي بعد وقفتين احتجاجيتين أمام مقر عمالة الصخيرات تمارة خلال شهر شتنبر الجاري مباشرة بعد تأسيس تنسيقية ضحايا الهدم التعسفي والترحيل القسري لساكنة دوار ولاد مبارك ودوار ولاد بوطيب بجماعة المنزه، الأمر الذي قد يفسر على أن الناشط الجمعوي المصطفى حجاجي أصبح مزعجا للسطات.
هذا، ومن المرتقب أن يعود التوتر إلى جماعة المنزه، حيث من المتوقع أن تنظم ساكنة الدوارين وقفة احتجاجية ثالثة يوم الأربعاء القادم أمام مقر عمالة الصخيرات تمارة والتي ستكون مناسبة للتنديد باعتقال المناضل حجاجي، كما أن الوضع مرشح للتصعيد في ظل عدم تواصل السلطات مع الساكنة وعدم تقديمها للبدائل سوى الإعتماد على الآلة الأمنية بطرق يعتبرها المتضررون “غير قانونية” ولا تحترم الحد الأدنى للكرامة الإنسانية متسائلين كيف يمكن ترحيل وتشريد دوار بكامله دون إعطائهم حتى مهلة للبحث عن الكراء وحزم حقائبهم، الأنكى من ذلك يُزج في السجن كل من حاول المطالبة بحقوقه المشروعة حتى يكون عبرة للضحايا الآخرين.. وقضية الناشط الجمعوي المصطفى جحاجي خير مثال.