إلى متى ستظل الصحافة المغربية تغفل معاناة المواطن البسيط؟
الوطن24/ الرباط
في وقت يئن فيه المواطن المغربي تحت وطأة الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، نجد أن الصحافة المغربية، التي كانت دائمًا ملاذًا للكلمة الحرة والصوت النزيه، قد انجرفت نحو تغطية قضايا ثانوية، مثل الرياضة وأخبارها، تاركة خلفها هموم المواطن البسيط. فهل أصبح الإعلام جزءًا من المشكلة بدل أن يكون جزءًا من الحل؟
واقع المعيشة المــتدهـور:
بينما تتزايد شكاوى المواطنين من ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الأساسية، يبدو أن صرخاتهم لا تجد آذانًا صاغية. اليوم، يقف المواطن المغربي البسيط عاجزًا أمام غلاء الأسعار، يجد نفسه مضطرًا للبحث عن حلول فردية أو الاستنجاد بالله. أين دور الصحافة في تسليط الضوء على هذه المعاناة اليومية؟ لماذا يتم تهميش القضايا التي تؤثر على حياة الملايين من المغاربة لصالح تغطية أحداث رياضية قد تكون بعيدة كل البعد عن هموم الناس؟
الحــملات الإعــلامية المــوجهة:
لقد شهدنا حملات إعلامية شرسة ضد رؤساء الجامعات الرياضية، حيث لم تتوانَ الصحافة عن الانتقاد وكشف الفساد وسوء الإدارة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يتم توجيه نفس الزخم من الحملات ضد الحكومة المغربية، التي تتحمل مسؤولية أكبر في تدهور مستوى المعيشة وارتفاع نسبة الفقر؟ أليس المواطن البسيط هو الأولوية؟ هل هناك أجندة خفية وراء هذا التوجه؟
ضــرورة الاستيقاظ الإعـلامــي:
لا يمكن إنكار أن الرياضة جزء مهم من حياة الناس، لكنها لا يمكن أن تكون الشغل الشاغل للإعلام في بلد يعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية متفاقمة. على الصحافة المغربية أن تستعيد دورها كسلطة رابعة، تراقب الحكومة وتكشف الفساد وتدافع عن حقوق المواطنين. المواطن المغربي يستحق إعلامًا يتحدث باسمه، يرفع صوته، ويطالب بحقوقه.
إن استمرار هذا الصمت الإعلامي إزاء سياسات الحكومة وانحراف بوصلة الصحافة نحو قضايا غير أساسية يشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل المغرب. يجب أن تتوقف هذه الاستراتيجية الإعلامية التي تهدف إلى التغطية على الفشل الحكومي وتهميش معاناة الشعب. فإلى متى ستظل الصحافة المغربية تهمش قضايا المواطن البسيط؟ وأين دورها في الدفاع عن حقه في حياة كريمة؟