إيطاليا تحت وطأة فيضانات غير مسبوقة: مدن غارقة وخسائر بملايين اليوروهات

تشهد إيطاليا كارثة بيئية غير مسبوقة، حيث اجتاحت الفيضانات العارمة أجزاءً واسعة من البلاد، ما أدى إلى غمر المنازل والشوارع وأجبر الآلاف على النزوح. وقد تركزت الأضرار بشكل كبير في شمال البلاد، ولا سيما في مناطق توسكانا وإميليا رومانيا، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ لتنسيق جهود الإغاثة والإنقاذ.

وأشارت التقارير إلى أن الأمطار الغزيرة رفعت منسوب الأنهار إلى مستويات قياسية، مما تسبب في انزلاقات أرضية وإغلاق طرق رئيسية وتعطل حركة القطارات. وامتد الضرر إلى الأراضي الزراعية، حيث دمرت الفيضانات مساحات شاسعة من المحاصيل، ما ينذر بخسائر اقتصادية تقدر بملايين اليوروهات.

في بيان رسمي، أكدت الحكومة الإيطالية أن الأولوية في جهود الإغاثة هي تأمين سلامة العالقين وتوفير المأوى والإمدادات الأساسية للمتضررين. كما شاركت فرق الدفاع المدني والجيش الإيطالي في عمليات الإنقاذ، حيث تم إجلاء مئات السكان من المناطق المتأثرة، فيما لجأ البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي لطلب المساعدة.

وقد حذرت السلطات المحلية من استمرار الوضع الخطر، حيث من المتوقع هطول المزيد من الأمطار خلال الأيام المقبلة، مما قد يزيد من تفاقم الأزمة. ودعت الحكومة المواطنين إلى الالتزام بتعليمات السلامة وتجنب المناطق المتضررة، فيما تعمل فرق الإنقاذ على مدار الساعة لإعادة فتح الطرق وتأمين المرافق الحيوية.

ويرى خبراء البيئة أن هذه الفيضانات هي جزء من تداعيات تغير المناخ، إذ تشهد أوروبا تزايداً في وتيرة الكوارث الطبيعية. ووسط هذه الأزمة، تتزايد المخاوف بشأن تأمين الدعم اللازم لإعادة إعمار المناطق المتضررة، خاصة مع ارتفاع تكلفة الأضرار التي طالت البنية التحتية.

تأتي هذه الكارثة لتجدد دعوات الإيطاليين والمجتمع الدولي إلى تعزيز الجهود لمكافحة تغير المناخ والتخفيف من آثاره. ويترقب المواطنون تحركات الحكومة لدعم الأسر المتضررة وتعزيز البنية التحتية لمواجهة تحديات مستقبلية مشابهة.