الأمم المتحدة تكرّم جندياً مغربياً سقط شهيداً خلال أداء مهامه في حفظ السلام.

الوطن 24 / نيويورك
كرّم الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، جندياً مغربياً من قوات حفظ السلام التابعة للقوات المسلحة الملكية، خلال الحفل السنوي لتكريم القبعات الزرق الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء مهامهم في بعثات السلام الأممية، وذلك بحضور السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، السيد عمر هلال، والمستشار العسكري بالبعثة، الكولونيل نجيم أسيد.
وشهد هذا الحفل، المنظم يوم الخميس بمقر المنظمة الأممية بنيويورك، منح ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة للعريف أول كريم تمارة، الذي توفي سنة 2024 أثناء أداء واجبه ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو).
وفي كلمته بالمناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة: “نكرّم اليوم نساءً ورجالاً شجعاناً فقدوا حياتهم بعيداً عن أوطانهم وأحبائهم، في سبيل قضية نبيلة هي السلم”، مؤكداً أن تضحياتهم وخدماتهم الجليلة ستظل خالدة في ذاكرة المنظمة والمجتمع الدولي.
وخلال هذا اليوم التأبيني، تم تكريم أرواح أزيد من 4400 من عناصر حفظ السلام الذين فقدوا حياتهم منذ سنة 1948، من ضمنهم 57 فرداً من جنود وضباط شرطة وموظفين مدنيين قضوا خلال عام 2023 وحده.
السفير عمر هلال، باسم المملكة المغربية، تقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا، مشيداً بشجاعة جنود حفظ السلام وتفانيهم في حماية المدنيين وتحقيق الأمن في بؤر التوتر، مؤكداً التزام المغرب الدائم بقيم ومبادئ الأمم المتحدة.
وعلى هامش هذه المراسم، قام كل من وكيل الأمين العام لعمليات السلام، السيد جان بيير لاكروا، ووكيل الأمين العام للدعم العملياتي، السيد أتول كهاري، بتوشيح ثلاثة ضباط مغاربة من القوات المسلحة الملكية، الملحقين بإدارة عمليات السلام في نيويورك، اعترافاً بكفاءتهم ومساهمتهم النوعية.
ويُجسد هذا التكريم الأممي التقدير العميق الذي تحظى به مساهمات المغرب في عمليات حفظ السلام الدولية، انسجاماً مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
وتُعتبر المملكة المغربية من أبرز الدول المساهمة في عمليات حفظ السلام، حيث تُشارك حالياً بـ1714 فرداً عسكرياً ضمن بعثتي الأمم المتحدة في كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، ما يضعها ضمن البلدان العشرة الأوائل عالمياً في هذا المجال.
ويُعد اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، الذي يُخلد سنوياً في 29 مايو، مناسبة لتكريم الجنود والمدنيين الذين يخدمون في الخطوط الأمامية لحماية السلام، وللاعتراف بالتضحيات الجسيمة التي يقدمها هؤلاء الرجال والنساء في مختلف مناطق النزاع.
بهذا التكريم، يؤكد المجتمع الدولي مرة أخرى احترامه للتضحيات المغربية من أجل السلام، ويجدد دعمه لقيم التضامن الدولي والالتزام الجماعي بحماية الإنسانية.