البرلمان المغربي يناقش تحسين أوضاع شغيلة الأمن الخاص: خطوة نحو العدالة الاجتماعية؟

الوطن 24/ خاص
شهد مجلس النواب المغربي يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 لقاءً هامًا جمع رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، والبرلماني سعيد بعزيز، مع وفدٍ من النقابة الوطنية لأعوان الحراسة الخاصة والنظافة والطبخ (CDT)، برئاسة الكاتبة الوطنية للنقابة، إلى جانب حضور السيد اغويلم جواد، الكاتب العام للجمعية الوطنية لحارسات وحراس الأمن الخاص بالمغرب. ويُعد هذا اللقاء محطة أساسية في مسار الدفاع عن حقوق شغيلة الأمن الخاص في المغرب، الذين يواجهون تحديات كبرى في غياب حماية قانونية فعالة.

لم يكن هذا الاجتماع وليد اللحظة، بل جاء نتيجة جهودٍ متواصلةٍ بذلتها النقابة والجمعية قصد تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة داخل المغرب. ويواجه حراس الأمن الخاص ظروف عملٍ قاسية، تشمل أجورًا زهيدة، وساعات عملٍ مرهقة، وغياب الحماية الاجتماعية، مما يجعلهم عرضةً لاستغلال الشركات المشغلة التي لا تحترم مقتضيات قانون الشغل، في ظل ضعف آليات الرقابة الرسمية.
وقد ركز اللقاء على ضرورة الترافع لتحسين وضعية هذه الفئة، عبر تنظيم يومٍ دراسيٍ في مجلس النواب المغربي خلال شهر أبريل المقبل، يهدف إلى طرح مشكلات القطاع بعمق، واستعراض الحلول الممكنة، تمهيدًا لإعداد مقترح قانونٍ شاملٍ يُنظم المهنة، ويضمن حقوق العاملين بها. ومن المرتقب أن يشهد هذا اليوم الدراسي مشاركة خبراءٍ قانونيين، وممثلي منظماتٍ دوليةٍ لحقوق الإنسان، ومسؤولين بوزارة الشغل والإدماج المهني، فضلًا عن شخصياتٍ أخرى ذات صلةٍ بالملف.

هذا اللقاء البرلماني، وما سيليه من نقاشاتٍ ودراساتٍ، يمثل فرصةً حقيقيةً للدفع نحو إصلاح قطاع الأمن الخاص في المغرب، عبر تعاونٍ مشتركٍ بين النقابات والجمعيات والبرلمان، لضمان الحد الأدنى من الحقوق لهذه الفئة. غير أن السؤال الأهم يبقى: هل ستتحول هذه المبادرات إلى إصلاحات ملموسة، أم ستظل مجرد وعود تنتظر الإرادة السياسية لتنفيذها؟