الحسيمة تُطلق الملتقى الجهوي الأول للإعلام والتنمية… عندما يتحول الإعلام إلى رافعة للتسويق الترابي بالمغرب.

في لحظة مفصلية من مسارها التنموي، تستعد مدينة الحسيمة لاحتضان حدث غير مسبوق يجمع بين الإعلام والتنمية، في ملتقى جهوي أول من نوعه، تنظمه جمعية الريف للصحافة والإعلام أيام 11 و12 و13 أبريل 2025، تحت شعار: “الإعلام دعامة أساسية للتسويق الترابي”.

الملتقى، الذي تحتضنه دار الثقافة الأمير مولاي الحسن، يأتي تتويجاً لمسار تنموي متسارع شهده الإقليم خلال العقدين الأخيرين، حيث تحولت الحسيمة إلى ورش مفتوح للبنيات الأساسية والمشاريع المهيكلة التي غيرت وجه المنطقة وأعادت رسم معالمها كقطب اقتصادي وسياحي صاعد شمال المغرب.

لكن التنمية، كما يؤكد القائمون على الملتقى، تحتاج إلى روافد تعزز إشعاعها… وهنا يأتي دور الإعلام. هذا الأخير لم يعد مجرد ناقل للخبر، بل أضحى شريكاً في التغيير، وفاعلاً محورياً في تسويق الهوية الترابية وجذب الاستثمار وخلق رواية جماعية حول التحول الذي تعرفه المناطق.

الملتقى سيعرف تنظيم ندوات فكرية ولقاءات أكاديمية بشراكة مع مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وعمالة الإقليم، وجماعة الحسيمة، والمديرية الإقليمية للثقافة، وستتطرق إلى محاور جوهرية مثل: تحديات الانفتاح والتواصل في التدبير الجماعي، نجاعة السياسات التواصلية في تحقيق التنمية، ودور الصحافة في صياغة صورة جاذبة للمنطقة.

ولأن التنمية لا تُختزل في النقاشات فقط، فقد اختار المنظمون أن يربطوا الفكر بالفعل، من خلال برنامج غني بالأنشطة الموازية، أبرزها تكريم وجوه إعلامية مرموقة، وتنظيم ورشات لفائدة تلاميذ أندية الصحافة في المؤسسات التعليمية، إلى جانب قافلة إعلامية ستزور ورش بناء المركب الجامعي بجماعة أيت قمرة، باعتباره من أبرز رهانات المستقبل التعليمي بالإقليم.

الحسيمة بهذا الموعد الجديد تؤكد مرة أخرى أنها ليست فقط مدينة مطلة على المتوسط، بل مدينة تطل على المستقبل بثقة، وتسعى لأن يكون الإعلام شريكاً استراتيجياً في صناعة غدها.