المغرب: إهمال المسابح العمومية بسلا يحولها إلى بؤر خطيرة في فصل الصيف

تشهد مدينة سلا في المغرب هذا الصيف أزمة حقيقية في توفير الفضاءات الترفيهية العمومية، بعد إغلاق عدد من المسابح التي كانت تمثل متنفساً آمناً للأطفال والشباب، لا سيما ذوي الدخل المحدود. من بين هذه المسابح، يبرز المسبح البلدي بحي الرحمة، الذي افتُتح عام 2018 كمبادرة مجتمعية، لكنه اليوم تحوّل بفعل الإهمال وغياب الصيانة إلى مبنى مهجور تغمره النفايات، وأصبح مأوى للمتشردين والمنحرفين، ما يهدد أمن وسلامة سكان الحي.

يقول محمد بن يحيى، أحد سكان الحي: «كنا نعول على هذا المسبح ليكون فضاء ترفيهي لأولادنا، لكن للأسف تحول إلى مكان غير آمن، والسلطات تبدو غائبة عن متابعة الوضع».

وتضيف فاطمة الزهراء، أم لطفلين: «ارتفاع الأسعار في المسابح الخاصة يجعلنا غير قادرين على إدخال أولادنا، وهذا المسبح كان الحل الأمثل، لكن حالته الآن تُشعرنا بالإحباط».

ويشير فاعلون جمعويون إلى أن هذه الحالة ليست فريدة من نوعها، بل هي نموذج لتدهور عدد من المسابح والمرافق الرياضية في سلا وغيرها من مدن المغرب، نتيجة نقص المتابعة والتقييم المستمر، مما يؤدي إلى هدر الموارد دون تحقيق أثر إيجابي.

في هذا السياق، تؤكد فعاليات مدنية ضرورة إعادة تأهيل هذه المرافق من خلال شراكات تجمع بين الجماعة المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لضمان استدامة هذه المشاريع وتوفير فضاءات آمنة ومناسبة للسكان، تماشياً مع تطلعات المغرب في تحسين جودة الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *