المغرب: احتضان أول ملتقى عربي للمكتبات الوطنية حول الذكاء الاصطناعي والتراث الوثائقي

الوطن24 / محمد بلمو
احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، صباح اليوم الاثنين، انطلاقة أشغال الملتقى الأول للمكتبات الوطنية العربية، المنعقد تحت شعار: “الذكاء الاصطناعي في خدمة المكتبات والتراث الوثائقي”. ويأتي تنظيم هذا الحدث في المغرب ليؤكد ريادة المملكة في احتضان المبادرات الثقافية الكبرى وتثمين الذاكرة المشتركة للأمة العربية في ظل التحول الرقمي المتسارع.
ترأست الجلسة الافتتاحية سميرة المليزي، مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، التي شددت على أهمية هذا الملتقى في تعزيز التكامل بين المكتبات الوطنية العربية، وتطوير خدماتها باعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، انسجامًا مع جهود المغرب في تحديث البنى الثقافية والمعلوماتية، وتكريس دوره كجسر معرفي بين الماضي والمستقبل.

وفي كلمة تلاها بالنيابة عنها، أكدت غزلان دروس، مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن الوزير محمد المهدي بنسعيد يعتبر التعاون العربي في مجال المكتبات خيارًا استراتيجيًا لمواجهة التحديات المشتركة في ظل الثورة الرقمية. ودعا الوزير، عبر كلمته، إلى وضع رؤية موحدة لتطوير المكتبات الوطنية، وتعزيز دورها كرافعة للتنمية المستدامة ثقافيًا وأكاديميًا.

من جانبه، أبرز مدير مكتب اليونسكو لمنطقة المغرب العربي، إيريك فالت، أن هذا اللقاء ينعقد في لحظة مفصلية لمؤسسات الذاكرة والمكتبات، مذكرًا بأن اليونسكو سبق أن حذرت من التوسع غير المنظم في استخدام الذكاء الاصطناعي، وأصدرت سنة 2021 توصية عالمية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تمثل أول إطار مرجعي دولي في هذا المجال، يشمل المكتبات والمحفوظات.

أما المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، محمد ولد أعمر، فاعتبر شعار الملتقى جامعًا بين الأصالة والتحديث، مؤكداً أن المكتبات لم تعد مجرد مستودعات للكتب، بل فضاءات دينامية لصون الذاكرة الجماعية للأمة واستثمار التقدم التكنولوجي.

وتتواصل أشغال الملتقى، الذي يستمر يومين، من خلال تنظيم أربع جلسات رئيسية تناقش مواضيع مرتبطة بـ”دور الذكاء الاصطناعي في تطوير خدمات المكتبات الوطنية”، و”إدارة التراث المخطوط”، و”تجارب المكتبات الوطنية في الوطن العربي”.

كما أشار كريم حميدوش، الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، إلى أن الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات أخلاقية وتقنية يجب استحضارها عند رقمنة التراث الوثائقي، مؤكدًا أهمية هذا اللقاء في تبادل الخبرات ومواكبة التحولات الرقمية الكبرى.

ويُعد هذا الملتقى، المنظم من طرف المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بتعاون مع منظمة الألكسو ومنظمة اليونسكو واللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم، حدثًا رائدًا في المنطقة العربية، يعكس التزام المغرب بدعم الثقافة والذاكرة الجماعية للأمة، وتبني أحدث التكنولوجيات في خدمة المعرفة والتراث.