المغرب : الفنان سعيد الصنهاجي من نجم الأغنية الشعبية إلى مهاجر بحثًا عن مستقبل أفضل في إسبانيا

سعيد الصنهاجي، أحد أبرز نجوم الأغنية الشعبية المغربية، أثار جدلاً واسعًا بعد تصريحاته المثيرة حول مغادرته للمغرب واستقراره في إسبانيا. الفنان الذي لطالما كان صوته وأغانيه جزءًا من التراث الموسيقي المغربي، خرج بتصريح صادم قال فيه إن “المغرب معطاني والو”، معبرًا عن خيبة أمله العميقة من الوضع الذي عاشه في بلده الأم.

في حديثه، كشف الصنهاجي عن أن قراره بالهجرة إلى إسبانيا لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد سنوات من التفكير والمعاناة. وأوضح أن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذه الخطوة الجريئة تتعلق بالأساس بغياب الدعم والتقدير الذي كان يتوقعه من بلده. وأضاف أن حياته في المغرب كانت مليئة بالتحديات والصعوبات التي لم تترك له خيارًا سوى البحث عن مستقبل أفضل لأبنائه. الصنهاجي لم يتردد في التعبير عن استيائه من الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العديد من الفنانين في المغرب، معتبرًا أن الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل هي عوامل رئيسية دفعته للهجرة.

من جهة أخرى، أثار حديث الصنهاجي انتقادات واسعة بين الجمهور المغربي. فالبعض اعتبر أن ما قاله ينم عن قلة وفاء تجاه البلد الذي صنع نجوميته وقدم له الكثير، في حين رأى آخرون أن ما قاله يعكس واقعًا مريرًا يعيشه الكثير من الفنانين والمواطنين في المغرب. هؤلاء يرون أن المغرب، رغم كل ما يقدمه من فرص، يظل بلدًا يعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية تجعل من الصعب على الكثيرين تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم.

الهجرة إلى إسبانيا لم تكن مجرد خطوة لتحسين الأوضاع المعيشية، بل كانت أيضًا محاولة للهروب من بيئة شعر فيها الصنهاجي بأنه محاصر ومهمش. الفنان الذي قدم الكثير للساحة الفنية المغربية وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، حيث لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من الإحباط والضغوط. إسبانيا بالنسبة له كانت بمثابة فرصة جديدة لبداية حياة مختلفة، حيث يمكنه تأمين مستقبل أفضل لأبنائه وضمان حياة كريمة لهم.

تصريحات الصنهاجي لم تمر مرور الكرام، بل فتحت الباب أمام نقاش واسع حول وضعية الفنانين في المغرب، والدور الذي تلعبه الدولة والمجتمع في دعمهم وتقديرهم. البعض يرى أن ما قاله الصنهاجي يجب أن يكون دعوة للتفكير الجدي في تحسين ظروف العمل والحياة للفنانين، فيما يعتبر آخرون أن ما فعله ليس سوى هروب من المسؤولية وتخلي عن الوطن في وقت يحتاج فيه إلى أبنائه.

ومع ذلك، يبقى الصنهاجي نموذجًا لفنان واجه واقعًا صعبًا ولم يجد بدًا من اتخاذ قرار كان من الصعب عليه وعلى جمهوره. إنه يعكس صورة جيل من المغاربة الذين، رغم حبهم الكبير لوطنهم، يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرته بحثًا عن فرص أفضل في أماكن أخرى. وعلى الرغم من الجدل الذي أثاره، فإن قراره بالهجرة يظل قرارًا شخصيًا يعبر عن تجربة فردية قد لا تكون بعيدة عن تجربة العديد من المغاربة الذين يواجهون تحديات مشابهة.

تعليق واحد

  1. Attractive section of content I just stumbled upon your blog and in accession capital to assert that I get actually enjoyed account your blog posts Anyway I will be subscribing to your augment and even I achievement you access consistently fast