المغرب/ انتقادات اختيارات وليد الركراكي: بين رؤية المدرب وغضب الجماهير.

الوطن 24/ سلا
مع كل تجمع للمنتخب الوطني المغربي، تثار الكثير من النقاشات والجدل حول قائمة اللاعبين المستدعاة. وفي الآونة الأخيرة، تعرض المدرب وليد الركراكي لموجة من الانتقادات بسبب اختياراته لبعض اللاعبين واستبعاد آخرين، وهو ما أثار غضب الجماهير وعشاق الكرة المغربية.
استدعاء اللاعبين غير النشطين: قرار مثير للجدل
من بين القرارات التي أثارت الجدل هو استدعاء عزالدين أوناحي، لاعب أولمبيك مارسيليا، الذي لم يشارك بشكل منتظم مع فريقه في الفترة الأخيرة. بالرغم من مهاراته وإمكاناته الكبيرة التي أظهرها في كأس العالم 2022، إلا أن غيابه عن المباريات لفترة طويلة يطرح تساؤلات حول جاهزيته البدنية والفنية للمشاركة مع المنتخب في الوقت الحالي. ما يزيد الطين بلة، هو أن فريقه نفسه نصحه بالبحث عن نادٍ جديد يمنحه فرصة أكبر للعب.
في المقابل، نجد أن أمين حاريث، الذي يلعب بانتظام مع مارسيليا ويظهر بمستوى جيد، لم يتم استدعاؤه. هذا الاختيار دفع بالكثيرين إلى التساؤل عن المنطق الذي يعتمده الركراكي في اختياراته.

استبعاد اللاعبين المتألقين: أين المنطق؟
الركراكي اختار أيضًا استبعاد بعض اللاعبين الذين يقدمون مستويات مميزة مع أنديتهم. على سبيل المثال، سليم أملاح، الذي يُعتبر أحد العناصر الأساسية في فريقه الحالي، لم يحصل على دعوة للالتحاق بالمنتخب. وبالمثل، لم يتم استدعاء شادي رياض، اللاعب الشاب الذي أظهر قدرات واعدة.
في الوقت ذاته، استدعى المدرب نايف أكرد، الذي غاب عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة ولم يشارك سوى في مباريات قليلة. هذا القرار يثير تساؤلات حول التوازن بين الجاهزية البدنية والاختيارات التكتيكية.
هل هي رؤية تكتيكية أم مجرد قرارات غير مبررة؟
من الطبيعي أن يكون للمدرب رؤية تكتيكية واستراتيجية تتجاوز ما يراه الجمهور. قد يكون الركراكي يعتمد على لاعبين يعرفهم جيدًا ويثق في قدرتهم على تنفيذ خططه على أرض الملعب، حتى وإن لم يكونوا في أفضل حالاتهم مع أنديتهم. ولكن في الوقت نفسه، هذه القرارات تحتاج إلى توضيح أكبر للجماهير لتهدئة الغضب وضمان التفاف الجميع حول المنتخب.

كرة القدم هي لعبة الآراء والتوقعات، وكل قرار يتخذه المدرب يكون محط أنظار الجماهير والنقاد. قد ينجح الركراكي في تحقيق نتائج إيجابية بفضل اختياراته هذه، وقد يُثبت العكس. ولكن الأكيد أن الجمهور المغربي يطالب بمزيد من الشفافية والتواصل لفهم المنطق وراء استدعاء أو استبعاد لاعبين بعينهم.