المغرب : تيفلت تحتفي بالثقافة والفنون: لقاء تواصلي يسلّط الضوء على دورهما في التنمية المحلية

في إطار التظاهرات الثقافية المحلية الرامية إلى ترسيخ الوعي بدور الثقافة والفنون في النهوض بالتنمية، نظّمت جمعية مبادرات للتنمية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، لقاءً تواصليًا متميزًا تحت عنوان: “دور الثقافة والفنون في التنمية المحلية”، وذلك يوم السبت 10 ماي 2025 على الساعة الرابعة بعد الزوال، بقاعة الندوات بدار الشباب 9 يوليوز بمدينة تيفلت.

اللقاء، الذي حضره عدد من الفاعلين الثقافيين، الشباب، والمهتمين بالشأن المحلي، افتُتح بمداخلة الأستاذ مراد يوسفي، الكاتب والناقد المغربي، ورئيس الجمعية المنظمة، حيث قدّم استعراضًا مفاهيميًا دقيقًا لمكونات الثقافة والفنون، وعلاقتهما الوثيقة بالتنمية. وأكد يوسفي أن الثقافة لا تُختزل في الجانب الإبداعي فحسب، بل إنها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومحرك فعّال في تنشيط السياحة المحلية، عبر إبراز الهوية والتراث اللامادي.

من جهته، قدّم الأستاذ الباحث في الثقافة الشعبية، محمد شتواني، قراءة تحليلية حول التفاعل المجتمعي مع الموروث الثقافي المحلي، مبرزًا كيف يمكن للفنون الشعبية أن تُسهم في تشكيل الوعي الجمعي، وربط الأجيال بماضيهم وهويتهم. واعتبر شتواني أن الثقافة الشعبية، بما تحمله من رمزية وتنوع، تمثل ركيزة أساسية لأي مشروع تنموي محلي مستدام.

دور الشباب في النهوض بالحياة الثقافية

اللقاء لم يغب عنه الحديث عن الشباب ودورهم المحوري في المجال الثقافي والفني، حيث أُبرزت مساهماتهم المتزايدة في تنشيط الحراك الثقافي من خلال الإبداع الرقمي، المسرح، الموسيقى، والرسم، فضلًا عن مبادراتهم الجمعوية التي تعكس وعيًا متقدمًا بأهمية الثقافة كوسيلة للتغيير الإيجابي. كما تم التأكيد على ضرورة تمكينهم من فضاءات للإبداع والدعم المؤسساتي لضمان استمرارية عطائهم.

تميز اللقاء بتفاعل حي من قبل الحاضرين، حيث عرفت الجلسة نقاشًا مثمرًا حول التحديات التي تواجه العمل الثقافي والفني بالمدينة، من بينها ضعف البنيات التحتية، وقلة الدعم المالي، ومحدودية التكوين. وطرح بعض المشاركين بدائل عملية، من قبيل تشجيع الشراكات بين الفاعلين المحليين، وتثمين التراث الثقافي في المناهج التعليمية، وتوسيع دائرة التوعية بدور الفنون في التنمية المجتمعية.

وفي نقاش ثقافي لم يغفل دور الشباب، بل خُصص له حيز مهم في النقاش، حيث تمت الإشارة إلى إبداع الشباب في مختلف الفنون كقوة دافعة للنهوض بالحياة الثقافية، مع التأكيد على ضرورة توفير فضاءات آمنة ومحفّزة لهم، إلى جانب تمكينهم من آليات التكوين والدعم المؤسساتي .

واختُتم اللقاء بتوصيات ركزت على أهمية بلورة سياسة ثقافية محلية دامجة، تستثمر في الطاقات الشبابية، وتربط الثقافة بمشاريع التنمية الشاملة في تيفلت