المغرب: طنجة تشهد سرقة محكمة تكشف خطورة شبكات السطو المنظم وتسلط الضوء على ضعف الأمن في المحلات التجارية.

في حادثة غير مسبوقة، شهدت مدينة طنجة في المغرب عملية سرقة معقدة ومحكمة بدت وكأنها مشهد من أفلام الإثارة على منصة “نتفليكس”. اللصوص الذين نفذوا هذه الجريمة الكبيرة تمكنوا من سرقة مجوهرات تقدر قيمتها بمليار سنتيم، وبأسلوب احترافي لم يُترك فيه أي أثر يمكن أن يقود الشرطة إلى الجناة.

القصة بدأت عندما قرر اللصوص استغلال فترة صلاة الجمعة، وهي الوقت الذي يذهب فيه الكثيرون للصلاة، ليغلقوا المحلات التجارية المجاورة ويدخلوا إلى إحدى المحلات التجارية المخصصة لبيع المجوهرات. استغلوا غياب الحراس وأغلقوا أبواب المحل، ليتسللوا داخله ويبدأوا في تحطيم الجدران من الداخل للوصول إلى محل آخر مجاور، محملين بمجوهرات ثمينة تمثل ثروة طائلة.

العملية، التي نفذت في صمت تام، لم تترك وراءها أي أدلة واضحة، إذ أن المحل لم يكن مزودًا بكاميرات مراقبة، مما صعب مهمة التعرف على الجناة. لكن، كما هو الحال في أفلام الإثارة، لم يستسلم رجال الأمن لهذه الفوضى، بل تدخلوا بسرعة واستعانوا بالتحقيقات المتقدمة للكشف عن هوية اللصوص.

بعد ساعات من العمل المتواصل في موقع الجريمة، تمكّن المحققون من ربط الحادث بشخصين كانا معروفين للشرطة بسبب سوابقهم الجنائية. على الفور، انتقل المحققون إلى حي شعبي في مدينة طنجة حيث تقطن إحدى أفراد عائلة المشتبه بهما، ليكتشفوا في منزلها “خنشة” من المجوهرات المسروقة مخبأة بعناية داخل الحي العوامة.

صاحب المحل الذي كان قد فقد الأمل في استرجاع بضاعته المسروقة شعر بارتياح كبير بعد معرفة أن المجوهرات قد تم العثور عليها. وعبّر عن شكره الكبير للشرطة على سرعة استجابتها وتفاعلها مع الحادث.

ولكن هذه الحادثة لا تعد مجرد عملية سرقة، بل هي تذكير واضح بخطورة شبكات السطو المنظم التي أصبحت تهدد العديد من المحلات التجارية في مدينة طنجة والمغرب بشكل عام. كما أن الحادثة تثير تساؤلات حول ضعف آليات الحماية الأمنية في بعض المحلات، خاصة تلك التي تتعامل مع الذهب والمجوهرات، والتي تجذب بشكل خاص هذه النوعية من الجرائم.

في الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات مستمرة لكشف مزيد من المتورطين في هذه الجريمة، أعرب سكان الحي عن ارتياحهم لسرعة تدخل الأمن في القضية، مؤكدين ضرورة تعزيز وجود كاميرات المراقبة في المحلات التجارية. هذا الأمر أصبح ضرورة ملحة لضمان أمان المحلات التجارية وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

إذن، لا تزال محلات الذهب والمجوهرات في المغرب تشكل هدفًا جذابًا لشبكات السطو المنظمة، مما يستدعي إعادة النظر في سياسات الأمن والحماية داخل المحلات التجارية لضمان الحد من هذه الجرائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *