المغرب: عندما تنتقم الأودية – كارثة انهيار المنازل ودروس الفيضانات.

المغرب، كغيره من البلدان ذات التضاريس المتنوعة، يواجه تحديات بيئية متزايدة، خاصة فيما يتعلق بالأودية والمجاري المائية. في الآونة الأخيرة، شهدت العديد من مناطق المغرب فيضانات قوية أدت إلى انهيار منازل وتدمير ممتلكات، مما يعيد إلى الواجهة التحذيرات المستمرة من خطورة البناء على مجاري الأودية. فمع أن فترات الجفاف قد تغري البعض بالتوسع العمراني في تلك المناطق، فإن الأودية تظل وفية لمسارها الأصلي، وما إن تأتي الأمطار حتى تستعيد الطبيعة قوتها، لتذكرنا بأن أي تجاوز لقوانينها قد تكون له عواقب وخيمة.

الصورة المأساوية لانهيار منزل بجانب الوادي في إحدى مناطق (طاطا) المغرب هي خير دليل على هذا الانتقام الطبيعي. الجفاف قد يستمر لسنوات، مما يعطي شعوراً زائفاً بالأمان، لكن الوادي، مهما طال انتظاره، لا ينسى مجراه. وعندما تعود المياه إلى التدفق، فإنها تفعل ذلك بقوة، لتدمر ما بُني في طريقها. هذه الحوادث هي تذكير قاسٍ بضرورة احترام القوانين الطبيعية وعدم التهاون في التعامل مع الأودية.

في المغرب، كما في بقية دول العالم، من الضروري تعزيز الوعي بخطورة البناء في مجاري الأودية. يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في الحد من الأضرار من خلال بناء سدود أو أنظمة تصريف، لكن الحل الأمثل هو احترام الطبيعة وعدم محاولة التعدي على مجراها. الأودية ليست مجرد مسارات للمياه، بل هي نظم بيئية متكاملة تستجيب للتغيرات المناخية بطرق لا يمكن دائماً التنبؤ بها.

الدرس المستفاد من هذه الفيضانات الأخيرة في المغرب هو أن الطبيعة لا يمكن السيطرة عليها أو التلاعب بها. البناء في مجاري الأودية يشكل خطراً كبيراً، سواء في فترات الجفاف أو الفيضانات، ويجب أن يكون التعامل مع هذه المناطق بحذر ووعي تام للحفاظ على الأرواح والممتلكات.