المغرب : عندما يتحول الحب والموسيقى إلى قاطرة للتنمية اكتشف سحر الأطلس الكبير في موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي

تستعد منطقتا بوزمو وإملشيل بإقليم ميدلت لاحتضان دورة 2024 من موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي، الذي سيُقام في الفترة من 19 إلى 21 شتنبر المقبل. هذه التظاهرة السنوية ليست مجرد احتفال ثقافي عادي، بل هي نافذة مشرعة على تراث غني يمتد لقرون، يسعى إلى الحفاظ على الهوية الأمازيغية وترسيخها في الذاكرة الجماعية.

تحت شعار “تراثنا اللامادي قاطرة للتنمية المحلية”، يهدف هذا المهرجان إلى تسليط الضوء على تقاليد وعادات الأمازيغ في الأطلس الكبير، تلك التي تجسدها منطقة بوزمو وإملشيل بكل تفاصيلها. إنه لقاء سنوي يعيد إحياء قصص الحب والخطوبة الأسطورية، حيث تتجمع العائلات لتجديد الروابط الاجتماعية والاحتفاء بقيم التضامن والتعاون.

لكن المهرجان لا يقتصر على الجانب الفولكلوري فقط، بل يمتد ليشمل الموسيقى المحلية التي تحمل في نغماتها وصوتها حكايات الأجداد. يُقدم للجمهور فرصة للاستماع إلى موسيقى الأعالي، التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للمنطقة. هذه الموسيقى، بنغماتها العذبة وإيقاعاتها الفريدة، تسعى إلى أن تكون جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، وبين الأجيال المختلفة.

الهدف الأكبر من هذا الحدث الثقافي ليس فقط إمتاع الزوار، بل أيضًا جعله نقطة انطلاق لترويج السياحة في المنطقة. فمن خلال إبراز هذا التراث الفريد، يمكن جذب المزيد من السياح الذين يبحثون عن تجربة ثقافية غنية ومختلفة، مما يسهم في التنمية المحلية والاقتصادية للمنطقة.

موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي هو دعوة مفتوحة لاكتشاف كنوز الأطلس الكبير، والإبحار في عمق التراث الأمازيغي، والاستمتاع بأجواء فريدة تجمع بين الأصالة والتجديد. إنه احتفال بالحياة، بالحب، وبالموسيقى التي تتجاوز الزمان والمكان لتصل إلى قلوب كل من يشارك فيه.