المغرب.. عندما يصلح المواطن ما أفسدته الجهات المسؤولة في سوق الأربعاء الغرب!

في مشهد يعكس حجم الإهمال الذي تعانيه بعض المدن المغربية، أقدم أحد المواطنين في سوق الأربعاء الغرب، إقليم القنيطرة، على إصلاح حفر وسط الطريق بيديه، في غياب تام للجهات المسؤولة. هذه الصورة، التي تختزل معاناة ساكنة المدينة، تطرح تساؤلات جدية حول مصير الميزانيات الضخمة التي خُصصت للمنطقة ضمن المخطط الاستراتيجي الذي أطلقه الملك محمد السادس لتنمية الأقاليم.

بحسب المعطيات الرسمية، فقد تم تخصيص ما يقارب 490 مليار سنتيم لمدينة سوق الأربعاء الغرب، ضمن ميزانية إجمالية قدرها 840 مليار سنتيم لإقليم القنيطرة، بهدف تحسين البنية التحتية وتطوير المرافق. لكن، وعلى الرغم من هذه الأرقام الكبيرة، لا تزال طرقات المدينة في وضع كارثي، وهو ما دفع هذا المواطن إلى القيام بمهمة من المفترض أن تكون مسؤولية المجالس المنتخبة.

المفارقة أن هذا المشهد ليس استثناءً، بل أصبح جزءاً من واقع تعيشه العديد من المدن المغربية، حيث يضطر المواطنون إلى تعويض تقاعس الجهات المسؤولة. المسؤولون، الذين يُفترض أنهم في خدمة السكان، يغيبون عن المشهد ولا يظهرون إلا خلال الحملات الانتخابية، بينما يعاني المواطن المغربي يومياً من تداعيات غياب الصيانة ورداءة البنية التحتية.

أين ذهبت هذه الميزانيات؟ ولماذا لم تُترجم إلى مشاريع ملموسة تنعكس إيجاباً على حياة السكان؟ وهل هناك محاسبة حقيقية لمن أهدر المال العام؟

إن هذا المشهد في سوق الأربعاء الغرب يجب أن يكون ناقوس خطر يدق أبواب السلطات المغربية، لأن المواطن الذي يُصلح الحفر اليوم، قد يفقد الأمل غداً، وحينها سيكون الثمن غالياً على الجميع. فإلى متى يستمر هذا الإهمال في المغرب؟